ولد سنة ست وثلاثمائة، وقيل سنة خمس، وسمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد، وخلقا كثيرا وكان فريد عصره، وإمام وقته، انتهي إليه علم الأثر والمعرفة بأسماء الرجال، وعلل الحديث، وسلم ذلك له، انفرد بالحفظ أيضا. من تأثير حفظه أنه أملى علل المسند من حفظه على البرقاني.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخطيب قال: كان أبو منصور إبراهيم بن الحسن بن حمكان الصيرفي، وسمع كثيرا وأراد أن يصنف مسندا معللا، وكان الدارقطني يحضر عنده في كل أسبوع يوما يتعلم على الأحاديث في أصوله وينقلها أبو بكر البرقاني ويملي عليه الدارقطني علل الحديث، حتى خرَّج من ذلك شيئا كثيرًا وتوفي أبو منصور قبل استتمامه فنقل البرقاني كلام الدارقطني فهو كتاب «العلل» الذي يرويه الناس عن الدارقطني.
أَخْبَرَنَا [أَبُو مَنْصُورٍ] الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بن ثابت قال حدثني الأزهري قال:
قال رأيت محمد بن أبي الفوارس وقد سأل الدارقطني عن علة حديث أو اسم فيه فأجابه ثم قال: يا أبا الفتح ليس بين المشرق والمغرب من يعرف هذا غيري.
أخبرنا أبو منصور القزاز، ثنا أبو بكر بن ثابت قَالَ: حَدَّثَنِي الأزهري قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار فجعل ينسخ جزءا كان معه وإسماعيل يملي، فقال له بعض الحاضرين: لا يصح سماعك وأنت تنسخ فقال الدارقطني فهمي للإملاء خلاف فهمك ثم قال تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن؟ قال: لا، فقال الدارقطني، أملى ثمانية عشر حديثا فعددت الأحاديث فوجدت كما قال، ثم قال أبو الحسن: الحديث الأول منها كذا عن فلان عن فلان ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا، ولم يزل يذكر إسناده الأحاديث ومتونه على ترتيبها في الإملاء، حتى أتى على آخرها فتعجب الناس منه قال المصنف رحمه الله: وقد كان الحاكم أبو عبد الله يقول: ما رأي الدارقطني مثل نفسه.
أخبرنا القزاز، أخبرنا [أبو بكر] بن ثابت، أخبرنا الصوري قال: سمعت رجاء بن محمد بن عيسى المعدل يقول سألت الدارقطني فقلت: رأي الشيخ مثل نفسه فقال لي:
قال الله تعالى فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ٥٣: ٣٢ قلت: لم أرد هذا وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت