للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تيقظوا من الغفلة والفترة قبل الندامة والحسرة وتمنى الكرة والتماس الخلاص ولات حين مناص، وأطيعوا إمامكم ترشدوا، وتمسكوا بولاة العهد تهتدوا، فقد نصب لكم علما لتهدوا به، وسبيلا لتقتدوا به، جعلنا الله وإياكم ممن تبع مراده، وجعل الإيمان زاده والهمة تقواه ورشاده، واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين» .

ثم جلس وقام فقال: «الحمد للَّه ذي الجلال وخالق الأنام، ومقدر الأقسام المتفرد بالبقاء والدوام، فالق الإصباح وخالق الأشباح، وفاطر الأرواح أحمده أولا وآخرا، واستشهده باطنا وظاهرا، واستعين به إلها قادرا، واستنصره وليا ناصرا، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ شهادة من أقر بوحدانية إيمانا واعترف بربوبيته إيقانا [١] وعلم برهان ما يدعوا إليه، وعرف حقيقة الدلالة عليه.

اللَّهمّ صل على وليك الأزهر، وصديقك الأكبر على بن أبي طالب أبي الأئمة الراشدين المهتدين، اللهم صلى على السبطين الطاهرين الحسن والحسين، وعلى الأئمة الأبرار الصفوة الأخيار من أقام منهم وظهر، ومن خاف منهم واستتر، اللهم صل على الإمام المهدي بك، والذي بلغ بأمرك واظهر حجتك ونهض بالعدل في بلادك هاديا لعبادك، اللهم صلى على القائم بأمرك وعلى المنصور بنصرك اللذين بذلا نفوسهما في رضاك وجاهدا أعداءك، اللهم صلى على/ المعز لدينك، المجاهد في سبيلك، المظهر لآياتك الحقية والحجة الجلية [٢] . اللَّهمّ صل على العزيز بك الذي مهدت به البلاد وهديت به العباد، اللهم اجعل توافى صلواتك وزواكي بركاتك على سيدنا ومولانا إمام الزمان وحصن الإيمان وصاحب الدعوة العلوية والملة النبوية عبدك ووليك المنصور أبي على الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين، كما صليت على آبائه الراشدين وأكرمت أولياءك المهتدين، اللهم أعنه على ما وليته، واحفظه فيما استرعيته، وبارك له فيما أتيته وانصر جيوشه، وأعل أعلامه في مشارق الأرض ومغاربها، إنك على كل شيء قدير» .

وكان السبب في هذا أن رسل الحاكم ومكاتباته كانت تتردد إلى قرواش ترددا


[١] في ص، ل: «واعترف بربوبيته إتيانا» .
[٢] في ص، ل: «والحجة العلية» .

<<  <  ج: ص:  >  >>