للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم زهدت فيك حين كلمتني، أتكلمني [١] فِي مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه، لا تكلمني فيه! فَقَالَ له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعه. قَالَ: ما كان [٢] ليمتنع مني.

قَالَ: أنت وذاك، أردد إلي إبلي.

وكان عَبْد المطلب قد ذهب معه حين مضى إِلَى أبرهة [عمرو بْن نفاثة بْن عدي- وهو سيد كنانة- وخويلد بْن واثلة الهذلي- وهو] [٣] سيد هذيل- فعرضوا عَلَى أبرهة ثلث أموال تهامة عَلَى أن يرجع عنهم، ولا يهدم البيت، فأبى عليهم [٤] .

فلما رد أبرهة إبل عَبْد المطلب انصرف إِلَى قريش فأخبرهم بالخبر، وأمرهم بالخروج من مكة، والتحرز فِي شعف الجبال والشعاب تخوفا عليهم من معرة الجيش، ثم قام عَبْد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفر من قريش يدعون اللَّه ويستنصرونه عَلَى أبرهة وجنده، فَقَالَ عَبْد المطلب وهو آخذ بباب الكعبة [٥] :

يا رب لا أرجو لهم سواكا ... يا رب فامنع منهم حماكا

إن عدو البيت من عاداكا ... امنعهم أن يخربوا قراكا

[٦] وَقَالَ أيضا:

لا هم إن العَبْد [٧] يمنع ... رحله فامنع رحالك

لا يغلبن صليبهم ... ومحالهم عدوا محالك

قَالَ مؤلف الكتاب: ويروى غدوا بالغين، يعني غدا، وهي لغة، فإن أراد الشاعر أن مع القوم أخوة غدوا [٨] .


[١] «أتكلمني» سقط من ت.
[٢] في ت: «فما كان» .
[٣] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٤] قال الطبري عند إيراده خبر ذهاب عبد المطلب وعرضه على أبرهة ثلث أموال تهامة: «فيما زعم بعض أهل العلم» . وعادة الطبري في ذلك أنه يوهن الخبر بقوله: «زعم» (٢/ ١٣٤) .
[٥] في ت: «وهو آخذ بالباب» .
[٦] هذان البيتان سقطا من ت.
[٧] في ت: «المرء» .
[٨] «قال مؤلف الكتاب ... » حتى « ... إخوة غدوا» سقط من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>