للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الوصائل، فَقَالَ أبرهة: والمسيح لأبنين لكم خيرا منه! فبنى لهم بيتا عمله بالرخام الأبيض، والأحمر، والأصفر، والأسود، وحلاه بالذهب والفضة، وحفه بالجواهر، وجعل له أبوابا عليها صفائح الذهب ومسامير الذهب، وجعل فيه ياقوتة حمراء عظيمة، وجعل له حجّابا وكان يوقد فيه بالمندل، ويلطخ جدره بالمسك، وأمر الناس [أن] يحجوه [١] ، فحجه كثير من قبائل العرب سنين، ومكث فيه رجال يتعَبْدون، وكان نفيل الخثعمي يؤرض [٢] له ما يكره، فأمهل، فلما كان [٣] ليلة من الليالي لم ير أحدا يتحرك، فقام فجاء بعذرة فلطخ بها قبلته، وجمع جيفا فألقاها فيه. فأخبر أبرهة بذلك [٤] ، فغضب غضبا شديدا، وَقَالَ: إنما فعلت هَذَا العرب/ غضبا لبيتهم، لأنقضنه حجرا حجرا.

فكتب إِلَى النجاشي يخبره بذلك، وسأله أن يبعث إليه بفيله «محمود» - وكان فيلا لم ير قط مثله عظما وجسما وقوة- فبعث به إليه، فسار أبرهة بالناس ومعه ملك حمير [٥] ، ونفيل بْن حبيب الخثعمي، فلما دنا من الحرم أمر أصحابه بالغارة على نعم الناس، فأصابوا إبلا لعَبْد المطلب فجاء فَقَالَ: حاجتي أن ترد إبلي. فَقَالَ: ظننتك كلمتني فِي البيت [٦] . فَقَالَ: إن [٧] للبيت ربا سيمنعه. [فردت عَلَيْهِ] [٨] ، فأشعرها وجعلها هديا [وبثها] [٩] فِي الحرم لكي يصاب منها شَيْء فيغضب رب الحرم.

فأقبلت الطير من البحر، مع كل طائر [ثلاثة أحجار:] [١٠] حجران فِي رجليه وحجر فِي منقاره، فقذفتها عليهم، وبعث اللَّه عز وجل [١١] سيلا فذهب بهم فألقاهم في البحر،


[١] في ت: «وأمر الناس أن يحجه فحجوه» . وفي الطبري: «وأمر الناس محجوه، محجه كثير ... » .
[٢] في ت: «يضمر» .
[٣] في الأصل: ت: «كانت» .
[٤] «بذلك» . سقطت من ت.
[٥] في ت: «مالك بن حمير» .
[٦] «فقال ظننتك كلمتني في البيت» .
[٧] «إن» سقطت من ت.
[٨] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل. وفي ت: «فردت فأشعرها» . وفي الطبري: «فأمر برد إبله عليه» .
[٩] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[١٠] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[١١] في ت: «الله تعالى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>