للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالملك ويعده معاضدته، فسار طغرلبك في أثر أخيه إبراهيم [١] وترك العساكر وراءه فتفرقت عنه [٢] غير أن وزيره المعروف بالكندري، وربيبه أنوشروان، وزوجته خاتون وردوا بغداد بمن بقي معهم من العسكر في شوال هذه السنة، وانتشر الخبر باجتماع طغرلبك مع أخيه/ إبراهيم بهمذان [وأن إبراهيم استظهر على طغرلبك وحصر في ١٦/ ب همذان] [٣] فعزمت خاتون وابنها أنوشروان، والكندري على المسير إلى همذان لإنجاد طغرلبك، فاضطرب أمر بغداد اضطرابا شديدًا، وأرجف المرجفون باقتراب البساسيري، فبطل عزم الكندري عن المسير، فهمت خاتون بالقبض عليه وعلى ابنها لتركهما مساعدتها على إنجاد زوجها، فنفرا إلى الجانب الغربي من بغداد وقطعا الجسر وراءهما، وانتهبت دارهما، واستولى من كان مع خاتون من الغز على ما تضمنتها من العين والثياب والسلاح وغير ذلك من صنوف الأموال، ونفذت خاتون بمن انضوى إليها، وهم: جمهور العسكر متوجهة نحو همذان، وخرج الكندري وأنوشروان يؤمان طريق الأهواز، فلما خلا البلد من العساكر انزعج الناس، وقيل للناس: من أراد أن يخرج فليخرج. فبكى الناس والأطفال، وعبر كثير من الناس إلى الجانب الغربي، فبلغت المعبرة دينارا ودينارين وثلاثة.

وطار في تلك الليلة على دار الخليفة [نحو] [٤] عشر بومات مجتمعات يصحن صياحا مزعجا فقال أبو الأَغَرّ بن مزيد رئيس [٥] الرؤساء: ليس عندنا من يرد، والرأي خروج الخليفة عن البلد إلى البلاد السافلة، فأجاب الخليفة، ثم صعب عليه مفارقة داره، وامتنع وأظهر رئيس الرؤساء قوة النفس لأجل موافقة الخليفة، وجمعوا من العوام من يصلح للقتال، وركب رئيس الرؤساء وعميد العراق إلى دار المملكة، وأخذا ما يصلح من السلاح وضربا في الباقي النار، فلما كان يوم الجمعة السادس من ذي القعدة تحقق الناس كون/ البساسيري بالأنبار، ونهض الناس إلى صلاة الجمعة بجامع ١٧/ أ


[١] «إبراهيم» سقطت من ص، ت.
[٢] «عنه» سقطت من ص.
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٤] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٥] في الأصل: «الرئيس» .

<<  <  ج: ص:  >  >>