للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى بغداد ومقامه فيها فهذا أمر لا بد من عرضه عليه، وأخذ رأيه فيه.، وندب للخروج إلى الري في ذلك أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب، وأصحب تذكرة بذلك، ورسم له ٣٥/ أالخطاب/ على الاستقصاء في الاستعفاء، فإن تم فهو المراد، وإلا عرضت التذكرة.

وأنفذ طراد بن محمد الزينبي نقيب الهاشميين في ذلك أيضا، وأنفذ أبو نصر غانم صاحب قريش بن بدران برسالة من الخليفة إلى السلطان في معنى قريش، وإظهار الرضا عنه، والتقدم برد أعماله المأخوذة منه، وكان قد بذل للخليفة عند تمام ذلك عشرة آلاف دينار، وحلف له الخليفة على صفاء النية، وخلوص السريرة، والتجاوز عما مضى.

فلما وصل القوم وقد حملوا معهم الخلع للسلطان، فقام حين وضعت بين يديه وخدم، ثم استحضروا في غد، وطيف بهم في مجالس الدار حتى شاهدوا المفارش والآلات، وقيل لهم: هذا كله للجهة الملتمسة، وكان من جملة ذلك بيت في صدره دست مؤزر، ومفروش بالنسيج، ووسطه سماط من ذهب فيه تماثيل المحكم والبلور والكافور والمسك والعنبر، يوفي وزن ما في السماط على أربعمائة ألف دينار [وبيت مثله يوفي ما فيه على مائة ألف دينار] [١] في أشياء يطول شرحها فاجتمع أبو محمد التميمي بعميد الملك وفاوضه في ذلك الأمر وعرض عليه التذكرة، فقال له: هذه الرسالة والتذكرة لا يحسن عرضها، فإن الامتناع لا يحسن في جواب الضراعة، ولا المطالبة بالأموال في مقابلة الرغبة في التجمل، ومتى طرق هذا سمع السلطان، حتى يعلم أن الرغبة في الشيء لا فيه، والإيثار للمال لا له تغيرت نيته، وهو يفعل في جواب الإجابة أكثر مما يطلب منه. فقال له أبو محمد الأمر إليك، ومهما رأيت فافعل.

فطالع السلطان بذلك، فسر وأعلم الأكابر [به] [٢] ثم تقدم إلى عميد الملك بأن ٣٥/ ب يأخذ خط/ التميمي بذلك، فراسله بأن السلطان قد شكر ما أعلمته من خدمتك في هذا الأمر، وتقدم بالمسير فيه، وأريد أن تكتب خطك بذاك لأطلعه عليك، فكتب خطه بمقتضى الرسالة والتذكرة، فشق ذلك على عميد الملك.


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>