للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خراسان، وذلك في سنة ثلاثين، وولى أخاه لأمه إبراهيم ينال بن يوسف قهستان وخراسان، وقصد بنفسه الري فخربها أصحابه، ووقع على دفائن وأموال وفتح أصبهان سنة ثلاث وأربعين واستطابها، وعول على أن يجعلها دار مقامه، ونقل إليها أمواله من الري، وولى أخاه داود في سنة ثلاثين مرو، وسرخس، وبلخ إلى نيسابور، وولى ابن عمه الحسن بن موسى] [١] هراة، وبوشنج، وسجستان.

وكان قد كتب إلى دار الخليفة في سنة خمس [٢] وثلاثين كتابا إلى عميد الرؤساء الوزير، وخاطبه بالشيخ الأجل أبي طالب محمد بن أيوب، فمضى في الجواب إليه من دار الخلافة أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، ولقيه بجرجان فاستقبله على أربعة فراسخ إجلالا لرسالة الخليفة، ثم أعطاه على التشريف الذي صحبه ثلاثين ألف دينار، وعشرين ألفًا للخليفة، وعشرة آلاف لحواشيه، وسارت عساكر طغرلبك إلى الأهواز فنهبوها، ثم قدم بغداد وجلس له القائم، وفوض إليه الأعمال، وخاطبه بملك المشرق والمغرب.

وطغرلبك أول ملك من السلجوقية، وهو الذي بنى لهم الدولة، وكان مدبرا حكيما يطلع على أفعال [٣] تسوؤه فلا يؤاخذ بها، ولقد كتب بعض خواصه سوء سيرته إلى أبي كاليجار فرأى الملطفة [٤] ولم يعاتبه، وبعث إليه ملك الروم أموالا كثيرة.

وقد ذكرناها فيما تقدم وذكرنا/ أحواله على ترتيب السنين، وكيف رد القائم من ٤٤/ ب حديثه عانة وقتل البساسيري وتزوج ابنة الخليفة.

وتوفي بالري يوم الجمعة ثامن رمضان هذه السنة، وكانت مملكته ثلاثين سنة وعمره سبعين.


[١] إلى هنا ينتهي الساقط من الأصل.
[٢] «خمس» سقطت من ص.
[٣] في الأصل: «أحوال» .
[٤] في الأصل: «المطالعة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>