للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بك، فحمل قاورت على ميمنة ملك شاه فكسرها، وحمل هؤلاء على ميمنته فهزموها، فالتجأ قاورت إلى بعض القرى، فجاء رجل سوادي فأخبر ملك شاه، فأخذه وكان قبل ذلك قد داراه، ووعده بالإقطاع الكثير فسطع وأبى وحارب، فجيء به ماشيا فأومأ بتقبيل [١] الأرض، ثم قبل يد السلطان فقال له ملك شاه: يا عم، كيف أنت من تعبك أما تستحي يا أخي، أما تستحي [٢] من هذا الفعل؟ أطرحت وصية أخيك، وأظهرت الشماتة به، وقصدت ولده، وفعلت ما لقاك الله جوابه، فقال: والله ما أردت قصدك، وإنما عسكرك واصلوا مكاتبتي.

فأنفذ إلى همذان فاعتقل هناك، فلما وصل السلطان إلى همذان أمر بقتله فخنق ثم إن العسكر تبسطوا وقالوا: ما يمنع السلطان أن يعطينا ما نريد إلا نظام الملك، وبسطوا أيديهم في التصرف، فذكر النظام للسلطان طرفا من هذا، وبين له ما في هذا من الوهن، وخرق السياسة، وقال: ما يمكنني أن أعمل شيئا من غير إذنك، فإما أن تدبر أنت، أو تأمرني فيه بما أعتمده فقال له: قد رددت إليك الأمور كبيرها وصغيرها، وقليلها وكثيرها، وما منى اعتراض عليك، ولا رد لما يكون منك، وأنت الوالد. وحلف له، ٧٣/ أوأقطعه طوس بلده، وتقدم بإفاضة الخلع عليه، / وأعطاه دواة وعليها ألف مثقال، ومنجوقا عليه طلعة فيها ألف مثقال، ومدرجة محلاة ألف مثقال، ومائة ثوب ديباج، وعشرين ألف دينار، ولقبه: أتابك، ومعناه: الأمير الوالد.

وظهر من النظام من الرجلة والشهامة والصبر إلى حين ظفر بالمراد واللطف بالرعية، حتى إن المرأة الضعيفة تخاطبه ويخاطبها، ولقد رفع بعض حجابه امرأة ضعيفة [فزبره] [٣] وقال: أنا استخدمتك لتوصل إلى مثل هذه، لا لتوصل إلى رجلا كبيرا، أو حاجبا جليلا. ثم صرفه، وكان إذا اجتاز بضيعة فأفسدها العسكر غرم لصاحبها فيه ما أفسدوا.

وفي شعبان: قصد أهل المحال الكرخ، فقاتلوا أهلها، وأحرقوا فيها شيئا كثيرا،


[١] في الأصل: «ولومي بتقبيل الأرض» .
[٢] «يا أخي أما تستحي» سقطت من ص، ت.
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>