للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جملة أو تفاريق؟ فقلت: أريد كارتين منها، وثمن الباقي. ففعل فاشتريت كتبا فقهية بعشرين وكاغدا بدينارين.

وشهد عند أبي عبد الله بن ماكولا قاضي القضاة في يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، فلما توفي ابن ماكولا قَالَ القائم بأمر الله لأبي منصور بن يوسف: قد كان هذا الرجل- يعني ابن ماكولا- قاضيا حسنا نزها، ولكنه كان خاليا من العلم، ونريد قاضيا عالما دينا. فنظر ابن يوسف إلى عميد الملك [١] الكندري هو المستولي على الدولة، وهو الوزير، وهو شديد التعصب لأصحاب الإمام [٢] أبي حنيفة، فأراد التقرب إليه، فاستدعى أبا عبد الله الدامغانيّ فولى قاضي القضاة يوم الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة سبع وأربعين، وخلع عليه، وقرئ عهده، وقصد خدمة السلطان ١٢٢/ أطغرلبك في يوم الأربعاء عاشر ذي القعدة، فأعطاه دست ثياب وبغلة، واستمرت ولايته ثلاثين سنة، ونظر نيابة عن الوزارة مرتين: مرة للقائم بأمر الله، ومرة للمقتدي.

وكان يوصف بالأكل الكثير، فروى الأمير باتكين بن عبد الله الزعيمي قَالَ:

حضرت طبق الوزير فخر الدولة ابن جهير، وكان يحضره الأكابر، فحضر قاضي القضاة محمد بن على، فأحببت أن أنظر إلى أكله، فوقفت بإزائه، فأبهرني كثرة أكله حتى جاوز الحد، وكان من عادة الوزير أن ينادم الحاضرين على الطبق، ويشاغلهم حتى يأكلوا، ولا يرفع يده إلا بعد الكل، فلما فرغ الناس من الأكل قدمت إليهم أصحن الحلوى، وقدم بين يدي قاضي القضاة صحن فيه قطائف بسكر [وكانت الأصحن] [٣] كبارا، يسع الصحن منها أكثر من [٤] ثلاثين رطلا، فقال له الوزير يداعبه: هذا برسمك.

فقال: هلا أعلمتموني. ثم أكله حتى أتى على آخره.

مرض أبو عبد الله الدامغاني يوم الأربعاء سابع عشر رجب، وكان الناس يدخلون فيعودونه إلى آخر يوم الأربعاء الرابع والعشرين من رجب، فحجب عن الناس الخميس


[١] في الأصل: «إلى عبد الملك»
[٢] «الإمام» سقطت من ص، ت.
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٤] «أكثر من» سقطت من ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>