للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلا وجرحوا آخر، فأغلقت أسواق الكرخ، ورفعت المصاحف علي القصب، وما زالت الفتن تزيد وتنقص إلى جمادى الأولى، فقويت نارها، وقتل خلق كثير، واستولى أهل المحال على قطعة كبيرة من الكرخ فنهبوها، فنزل خمار تاش نائب الشحنة على دجلة ليكف الفتنة فلم يقدر، وكان أهل الكرخ يخرجون إليه وإلى أصحابه الإقامة، ١٣٦/ أوكان أهل باب البصرة يأتون/ ومعهم سبع أحمر يقاتلون تحته، وعزموا على قصد باب التبن فمنعهم أهل الحربية والهاشميون من ذلك، وركب حاجب الخليفة وخدمه، والقضاة: أبو الفرج بن السيبي [١] ، ويعقوب البرزبيني [٢] ، وأبو منصور ابن الصياغ، والشيوخ: أبو الوفاء بن عقيل، وأبو الخطاب، وأبو جعفر بن الخرقي المحتسب، وعبروا إلى الشحنة وقرءوا منشورا بالكرخ من الديوان وفيه: قد حكى عنكم أمور فيجب أن نأخذ علماءكم على أيدي سفهائكم، وأن يدينوا بمذهب أهل السنة، فأذعنوا بالطاعة.

فبينا هم علي ذلك جاء الصارخ من نهر [٣] الدجاج: الحقونا. ونصب أهل الكرخ رايتين على باب المساكين، وكتبوا على مساجدهم: خير الناس بعد رسول الله أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي.

وفي غد يوم القتال نهب أهل الكرخ شارع ابن أبي عوف، وكان في جملة ما نهب دار أبي الفضل بن خيرون، فقصد الديوان مستنفرا ومعه الناس، ورفع العامة الصلبان على القصب، وتهجموا [٤] على الوزير أبي شجاع في حجرته [من الديوان] [٥] وكثروا من الكلام الشنيع، ولم يصل حاجب الباب في جامع القصر [٦] إشفاقا من العامة، وكان قد مات يومئذ هاشمي من أهل باب الأزج بنشابة وقعت فيه، فقتل العامة علويا ورموه في خربة الحمام، وزاد أمر الفتنة وأمر الخليفة بمكاتبة سيف الدولة أبي الحسن صدقة بن


[١] في الأصل: «النسبي» .
[٢] في الأصل: «الزينبي» .
[٣] في ص: «وجاء الصارخ من نحو الدجاج»
[٤] في الأصل: «فهجموا»
[٥] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٦] في الأصل: «من جامع البصرة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>