للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشهد طلحة والزبير فنهب ما هناك، [١] وقتل خلقا كثيرا، وعزم على قطع النخل فصانعه ٩٣/ أأصحابها/ عن كل رأس شيئا معلوما.

ووصل الخبر أن السلطان محمود قبض على وزيره شمس الدين عثمان بن نظام الملك، وتركه في القلعة لان سنجر كان أمره بإبعاده فحبسه، فقال أبو نصر المستوفي للسلطان: متى مضى هذا إلى سنجر لم نأمنه والصواب قتله هاهنا وإنفاذ رأسه، فبعث السلطان من ذبحه، وأرسل السلطان [٢] محمود إلى الخليفة ليعزل أخا عثمان، وهو أحمد بن نظام الملك، فبلغ ذلك أحمد فانقطع في داره وبعث إلى الخليفة يسأله أن يعفي من الحضور بالديوان لئلا يعزل من هناك، فأجابه ولم يؤذ بشيء.

وناب أبو القاسم ابن طراد في الوزارة ثم بعث إلى عميد الدولة ابن صدقة وهو بالحديثة فاستحضر فأقام بالحريم الطاهري أياما، ثم نفذ له الزبزب وجميع أرباب الدولة ومع سديد الدولة خط الخليفة، فقرأه عليه وهو: «اجب يا جلال الدين داعي التوفيق مع من حضر من الأصحاب لتعود في هذه الساعة إلى مستقر عزك مكرما» ، فأقبل معهم من الحريم الطاهري، وجلس في الوزارة يوم الاثنين سادس ربيع الآخر.

وفي جمادى الآخرة: وصل ابن الباقرحي [٣] ومعه كتب من سنجر ومحمود بتسليم النظامية إليه ليدرس فيها، فمنعه الفقهاء فالزمهم الديوان متابعته.

وفي آخر شعبان: وصل أسعد الميهني بأخذ المدرسة والنظر فيها، وفي نواحيها، وأزاله ابن الباقرحي عنها، ففعل واتفق الميهني والوزير أحمد بن النظام على ان دخل المدرسة قليل لا يمكن إجراء الأمر على النظام المتقدم، وأنهم يقنعون ببعض المتفقهة ٩٣/ ب ويقطعون/ من بقي، فاختل بذلك أمر المدرس فدرس يوما واحدا، وامتنع الفقهاء من الحضور، وترك التدريس ثم مضى إلى المعسكر ليصلح حاله فأقام خواجا أحمد أبا الفتح بن برهان ليدرس نائبا إلى أن يأتى أسعد الميهني، فألقى الدرس يوما، فأحضره الوزير ابن صدقة، وأسمعه المكروه، وقال: كيف أقدمت على مكان قد رتب فيه


[١] في الأصل: «في ربيع الأول وقصد مشهد طلحة فكبسه فنهب ما هناك» .
[٢] «من ذبحه وأرسل السلطان» : ساقطة من ص، ط.
[٣] في الأصل: «وصل ابن الباخرزي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>