للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الخليفة قد سلم الدار ومفاتيحها إلى خاتون، ووصل صافي الخادم فقال إن الخليفة لم يفعل صوابا بذهابه، وان السلطان له على نية صالحة، وسكن الناس ولم ينقطع ضرب الطبل، وإيقاد المنار [١] ، وكان أصحاب خاتون يقصدون باب النوبي للخدمة، ولما دخل السلطان بغداد أظهر العدل وشحن المحال ومنع النزل والنهب، واستمال قلوب الناس، وجمع القضاة والشهود [٢] عند السلطان مسعود وقدحوا في الراشد وتولى ذلك الزينبي، وقيل: لم يقدحوا فيه إنما أخرج السلطان خطه، وكان قد كتب مع بكبه [٣] : إنني متى جندت أو خرجت فقد خلعت نفسي من الأمر، فشهد الشهود أن هذا خط الخليفة، والأول أظهر.

وأحكم الوزير علي بن طراد النوبة، واحضر الفقهاء والقضاة وخوفهم وهددهم إن لم يخلعوه، وكتب محضر فيه أن أبا جعفر بن المسترشد بدا من أفعاله وقبح سيرته وسفكه الدماء المعصومة وفعل ما لا يجوز معه ان يكون إماما، وشهد بذلك ابن الكرجي، والهيتي، وابن البيضاوي، ونقيب الطالبيين، وابن الرزاز، وابن شافع، وروح ابن الحديثي، وقالوا: إن ابن البيضاوي شهد مكرها، وحكم ابن الكرجي قاضي البلد بخلعه يوم الاثنين سادس عشر الشهر بحكم الحاكم وولي المقتفي.


[١] فس ص: «وإيقاد المنيار» .
[٢] في الأصل: «واجتمع القضاة والشهود» .
[٣] في الأصل: «قد كتاب مع نكية» .

<<  <  ج: ص:  >  >>