المستحسن يتضمن المعاني الدقيقة، وورد بغداد ومدح المستظهر باللَّه. وله في قصيدة:
جعلت طليعتي طرفي سفاها [١] ... تدل على مقاتلي الخفايا
وهل يحمى حريم من عدو ... إذا ما الجيش خانته الربايا
ولي نفس إذا ما امتد شوقا ... أطار القلب من حرق شظايا
ودمع ينصر الواشين ظلما ... فيظهر من سرائري الخفايا
ومحتكم على العشاق جورا ... وأين من الدمى عدل القضايا
يريك بوجنتيه الورد غضا ... ونور الأقحوان من الثنايا
تأمل منه تحت الصدغ خالا ... لتعلم كم خبايا في الزوايا
/ خبطت نواله الممنوح حتى ... أثرت به على نفسي البلايا ٣٢/ أ
يؤرق مقلتي وجدا وشوقا ... فأقلق مهجتي هجرا ونايا
وهذه الأبيات من قصيدة قالها الأرجاني على وزن قصيدة لابن ون العماني وهي:
نقود عهودها عادت نسايا ... وعاد وصالها المنزور وايا
إذا أنشدت في التعريض بيتا ... تلت من سورة الإعراض آيا
ورب قطيعة جلبت وصالا ... وكم في الحب من نكت خفايا
شكت وجدي إلي فآنستني ... وبعض الأنس في بعض الشكايا
فلا ملت معاتبتي فإني ... أعد عتابها إحدى العطايا
وليلة أقبلت في القصر سكري ... تهادى بين أتراب خفايا
ثنينا السوء عن ذاك التثني ... وأثنينا على تلك الثنايا
وله من قصيدة:
ولما بلوت الناس أطلب منهم ... أخا ثقة عند اعتراض الشدائد
تطمعت في حالي رخاء وشدة ... وناديت في الإحياء هل من مساعد
فلم أر فيما ساءني غير شامت ... ولم أر فيما سرني غير حاسد
[١] في الأصل: «شفاها» .