للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله أيضا:

حنت فأذكت لوعتي حنينا ... أشكو من البين وتشكو البينا

قد عاث في اشخاصها طول السري ... بقدر ما عاث الفراق فينا

فخلها تمشي الهوينا طالما ... أضحت تباري الريح في البرينا

وكيف لا نأوي لها وهي التي ... بها قطعنا السهل والحزونا

ها قد وجدنا البر بحرا زاخرا ... فهل وجدنا غيرها سفينا

إن كن لا يفصحن بالشكوى لنا ... فهن بالإرزام يشتكينا

قد أقرحت بما تئن كبدي ... إن الحزين يرحم الحزينا

مذ عذبت لها دموعي لم تبت ... هيما عطاشا وترى المعينا

٦٤/ ب/ وقد تياسرت بهن جائرا [١] ... عن الحمى [٢] فاعدل بها يمينا

تحن أطلالا عفا آياتها ... تعاقب الأيام والسنينا

يقول صحبي أترى آثارهم ... نعم ولكن لا نرى القطينا

لو لم تجد ربوعهم كوجدنا ... للبين لم تبل كما بلينا

ما قدر الحي على سفك دمي ... لو لم تكن أسيافهم عيونا

أكلما لاح لعيني بارق [٣] ... بكت فأبدت سرى المصونا

لا تأخذوا قلبي بذنب مقلتي ... وعاقبوا الخائن لا الأمينا

ما استترت بالورق الورقاء كي ... تصدق لما علت الغصونا

قد وكلت بكل باك شجوه ... تعينه إذ عدم المعينا

هذا بكاها والقرين حاضر ... فكيف من قد فارق القرينا

أقسمت ما الروض إذا ما بعثت ... أرجاؤه الخيري والنسرينا

وأدركت ثماره وعذبت ... أنهاره وأبدت المكنونا

وقابلته الشمس لما أشرقت ... وانقطعت افنانه [٤] فنونا


[١] في الأصل: «وقد تباشرت بهن جائرا» .
[٢] في الأصل: «لقن الحمى» .
[٣] في الأصل: «لاح لهن بارق» .
[٤] في الأصل: «وقابلت أفنانه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>