للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطيعة رحم [١] ، وبقي فيها كل ما ذكر به الله [٢] ، فإن كان ابن أخي صادقا نزعتم عن سوء رأيكم، وإن كان كاذبا دفعته إليكم فقتلتموه واستحييتموه إن شئتم. قالوا: قد أنصفت.

فأرسلوا إلى الصحيفة، فلما فتحوها إذا هي كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسقط في أيدي القوم، ثم نكسوا [على] [٣] رءوسهم. فقال أبو طالب: هل تبين لكم أنكم أولى بالظلم والقطيعة، فلم يراجعه أحد منهم، ثم انصرفوا.

رواه محمد بن سعد عن أشياخ له [٤] .

والثاني: أن هشام بن عمرو بن الحارث العامري مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة، فقال: يا زهير، أرضيت أن تأكل الطعام، وتلبس الثياب، وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت، لا يباعون [٥] ، ولا يبتاع منهم، ولا ينكحون ولا ينكح إليهم، أما إني أحلف باللَّه: لو كان أخوك أبو الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك منهم أبدا. قَالَ: ويحك يا هشام، فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد/ والله لو كان معي آخر لقمت في نقضها حتى أنقضها. قال: قد وجدت رجلا. قال:

من هو؟ قال: أنا. قال: أبغنا ثالثا. فذهب إلى المطعم بن عدي فقال: يا مطعم، أقد رضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف وأنت موافق لقريش في ذلك [٦] ؟ قال:

ويحك، ماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد. قال: قد وجدت ثانيا. قال: من هو؟ قال:

أنا. قال: أبغنا ثالثا [٧] . قال: قد وجدت. قال: من هو؟ قال: زهير بن أبي أمية، قال:

أبغنا رابعا. فذهب إلى أبي البختري بن هشام. فقال له نحوا مما قال لمطعم بن عدي.

فقال: فهل من أحد يعين على هذا؟ قال: نعم. قال: من هو؟ قال: زهير، والمطعم،


[١] في الأصل: «من جور وظلم أو قطيعة رحم» . وفي أ: «من جور وظلم وقطيعة رحم» ، وما أوردناه من ابن سعد.
[٢] في الأصل: «ما ذكر الله به» ، وما أوردناه من أ، وابن سعد.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وما أوردناه من أ.
[٤] طبقات ابن سعد ١/ ٢٠٩، ٢١٠.
[٥] في أ، وتاريخ الطبري: «لا يبايعون» .
[٦] في تاريخ الطبري ٢/ ٣٤١، وابن هشام ١/ ٣٧٥: «وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه» .
[٧] قال في اللسان: «ابغني كذا، بهمزة الوصل، أي أطلب لي، وأبغني بهمزة القطع، أي أعني على الطلب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>