للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فلما كان من الغد غدا أمية في جماعة من قريش، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه حتى جلسوا في ظل البيت، قال: فبدأ أمية فخطب ثم سجع ثم أنشد الشعر حتى إذا فرغ، قال: أجبني يا ابن عبد المطلب، فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٣٦: ١- ٣ [١] حتى إذا فرغ منها وثب أمية [يجر برجليه] [٢] إلى راحلته. قال: وتبعته قريش تقول: ما تقول يا أمية؟ قال: أشهد أنه على الحق، قالوا: فهل تتبعه؟ قال: حتى أنظر في أمره. ثم خرج أمية إلى الشام، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فلما قتل أهل بدر، أقبل من الشام حتى نزل بدرا. ثم ترجل يريد [٣] رسول الله، فتصور له إبليس، فقال له: يا أبا الصلت ما تريد؟ قَالَ: أريد محمدا، قال: تدري من في القليب؟ قال: فيه عتبة بن ربيعة وشيبة، ابنا الخالة [٤] ، فجدع أذني ناقته وقطع ذنبها، ثم وقف على القليب يقول:

ماذا ببدر فالعقنقل ... من مرازبة جحاجح

[٥] قال: / ورجع إلى مكة وترك الإسلام، فخرج حتى قدم الطائف فقدم على أخته، فقال: دعيني أنام، فوضع رأسه، قالت أخته: فإني أنظر فانشقت ناحية من سقف البيت، فإذا طائران أبيضان، فوقع أحدهما على بطن أمية فنقر صدره نقرة فشقته، فأخرج قلبه، فقال له الطائر الأعلى: أوعى، قال: وعى، قال: أقبل، قال: أبى، قال:

ثم رد قلبه وطار، فاتبعهما أمية ببصره، فقال:


[١] سورة: يس، الآية: ١- ٣.
[٢] ما بين المعقوفتين: من أ.
[٣] في أ: «ترجل يدنو» .
[٤] في أ: «ابنا خالك» .
[٥] العقنقل: الكثيب من الرمل المنعقد.
المرازبة: الرؤساء، الواحد مرزبان، وهي كلمة أعجمية.
الجحاجح: السادة، وأحدهم جحجاح.
والبيت ذكره ابن هشام في السيرة في عدة أبيات، (سيرة ابن هشام ٢/ ٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>