للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقتلة، ثم قصدت اليمامة فهابها مسيلمة، وخاف أن يتشاغل بحربها فيغلبه ثمامة بن [أثال وشرحبيل بْن حسنة] [١] ، فأهدى لها واستأمنها فجاء إليها.

وفي رواية أخرى أنه قال لأصحابه [٢] : اضربوا لها قبة وجمروها لعلها تذكر الباه، ففعلوا فلما أتته قالت له: اعرض ما عندك، فقال لها: إني أريد أن أخلو معك حتى نتدارس، فلما خلت معه قالت: اقرأ علي ما يأتيك به جبريل، فقال لها: إنكن معشر النساء خلقتن أفواجا، وجعلتن لنا أزواجا نولجه فيكن إيلاجا، ثم نخرجه منكن إخراجا، فتلدن لنا أولادا ثجاجا فقالت: صدقت، أشهد أنك نبي، فقال لها: هل لك أن أتزوجك فيقال نبي تزوج نبية؟ فقالت: نعم، فَقَالَ:

ألا قومي إلى المخدع ... فقد هيّي لك المضجع

فإن شئت على اثنين ... وإن شئت على أربع

/ وإن شئت ففي البيت ... وإن شئت ففي المخدع

وإن شئت بثلثيه ... وإن شئت به أجمع [٣]

فقالت: بل به أجمع فهو أجمع للشمل، فضربت العرب بها المثل، فقالت:

«أغلم من سجاح» . فأقامت معه ثلاثا وخرجت إلى قومها، فقالت: إني قد سألته فوجدت نبوته حقا، وإني قد تزوجته [فقالوا: مثلك لا يتزوج بغير مهر، فقال مسيلمة:

مهرها أني قد رفعت عنكم صلاة الفجر والعتمة] [٤] .


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] تاريخ الطبري ٣/ ٢٧٣.
[٣] الأبيات في أهكذا:
ألا قومي إلى المخدع ... فقد بني لك المضجع
وإن شئت سلقناك ... وإن شئت على أربع
وإن شئت ففي البيت ... وإن شئت ففي المخدع
وإن شئت بثلثيه ... وإن شئت به أجمع
وهذه الأبيات في تاريخ الطبري باختلاف أيضا، راجعه في تاريخ الطبري ٣/ ٢٧٣.
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>