للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصبي مسح على رأسه أو حنكه إلا لثغ [١] وقرع [٢] .

وتوضأ في حائط فصب وضوءه فيه فلم ينبت.

وكانوا إذا سمعوا سجعه، قالوا: نشهد أنك نبي، ثم وضع عنهم الصلاة وأحل لهم الخمر والزنا ونحو ذلك، فأصفقت معه بنو حنيفة إلا القليل وغلب على حجر اليمامة وأخرج ثمامة بن أثال، فكتب ثمامة إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ يخبره- وَكَانَ عامل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ على اليمامة وانحاز ثمامة بمن معه من المسلمين، وكتب مسيلمة إلى رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ:

من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، أما بعد، فإن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ولكن قريشا قوم لا يعدلون ويعتدون.

وبعث الكتاب مع رجلين: عبد الله بن النواحة، وحجير بن عمير، فقال لهما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ: «أتشهدان أني رسول الله؟» قالا: نعم، قال: «أتشهد أن مسيلمة/ رسول الله؟» قالا: نعم قد أشرك معك، فقال: «لولا أن الرسول لا يقتل لضربت أعناقكما» . ثم كتب رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ:

«من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، أما بعد: فإن الأرض للَّه يورثها من يشاء، والعاقبة للمتقين، وقد أهلكت أهل حجر، أقادك الله ومن صوب معك» . ذكر أخبار سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية كانت [٣] قد تنبّأت في الردة بعد موت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بالجزيرة في بني تغلب فاستجاب لها الهذيّل وترك التنصر وأقبل معها جماعة فقصدت قتال أبي بكر فراسلت مالك بن نويرة فأجابها ومنعها من قصد أبي بكر وحملها على أحياء من بني تميم، فأجابت فقالت: أعدوا الركاب واستعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب، فذهبوا فكانت بينهم


[١] اللثغ: تحول اللسان من السين إلى الثاء، أو من الراء إلى الغين.
[٢] القرع: ذهاب الشعر عن الرأس، وهو أشد من الصلع.
[٣] تاريخ الطبري ٣/ ٢٦٩، والكامل ٢/ ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>