للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى تسكن الناس وترجع الجنود، فقام فحمد الله وأثنى عليه، وقال: لو منعوني عقالا مما أعطوه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ما قبلت منهم ألا برئت الذمة من رجل من هؤلاء الوفود وجد بعد يومه وليلته، فتواثبوا يتخطون رقاب الناس، ثم أمر عليا رضي الله عنه بالقيام على نقب من أنقاب المدينة، وأمر الزبير بالقيام على نقب، وأمر طلحة بالقيام على نقب آخر، وأمر عَبْد الله بن مسعود بالعسيس بالليل وجد في أمره وقام على رجل.

وقال إبراهيم النخعي: أول ما ولي أبو بكر ولى عمر القضاء وأمر ابن مسعود بعسس المدينة.

قال علماء السير [١] : وجاء المشركون فطرقوا المدينة بعد ثلاث، فوافقوا أنقاب المدينة محروسة [فبهتوهم] [٢] ، وخرج أبو بكر في أهل المسجد على النواضح إليهم، فانقش العدو [٣] فاتبعهم المسلمون فإذا للمشركين ردء بأنحاء قد نفخوها، ثم دهدهوها [٤] بأرجلهم في وجوه الإبل، فنفرت بالمسلمين [وهم عليها] [٥] حتى دخلت بهم المدينة، [فلم يصرع مسلم ولم يصب] [٦] .

وبات أبو بكر ليلتئذ يتهيأ، فعبى الناس، وخرج على تعبيته في آخر الناس يمشي، وعلى ميمنته النعمان بن مقرن، وعلى ميسرته عبد الله بن مقرن، وعلى الساقة سويد بن مقرن [معه الركاب] ، فما طلع الفجر إلا وهم والعدو في صعيد واحد، فما سمعوا للمسلمين حسا حتى وضعوا فيهم السيوف، فما ذر قرن الشمس حتى ولى المشركون الأدبار. واتبعهم أبو بكر حتى نزل بذي القصة، ونزل بها النعمان بن مقرن في عدد، ورجع إلى المدينة فدك بها المشركون، فوثب بنو ذبيان وعبس على من كان فيهم من المسلمين، فقتلوهم.


[١] تاريخ الطبري ٣/ ٢٤٥.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] انقش العدو انقشاشا: انهزم وفشل، وفي أ: «فانقض العدو» .
[٤] دهدهوها: دفعوها.
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>