للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجمع قومه وأخذ يغير ناحية كسكر مرة، وفي أسفل الفرات مرة، ونزل خالد بن الوليد النّباج والمثنى بن حارثة [بخفان] [١] معسكر، فكتب إليه خالد بن الوليد ليأتيه، وبعث إليه بكتاب من أبي بكر رضي الله عنه يأمره فيه بطاعته، فانقض إليه [جوادا] [٢] حتى لحق به [٣] .

فأقبل خالد يسير، فعرض له جابان صاحب أليس [٤] ، فبعث إليه المثنى بن حارثة، فقاتله فهزمه، وقتل جل أصحابه، إلى جانب نهر، فدعي نهر دم لتلك الوقعة، وصالح أهل أليس [٥] ، وأقبل حتى دنا من الحيرة، فخرجت إليه خيول آزاذبه [٦] صاحب خيل كسرى التي كانت في مسالح ما بينه وبين العرب، فلقوهم بمجتمع الأنهار، فتوجه إليهم المثنى بن حارثة، فهزمهم [الله] [٧] .

ولما رأى ذلك أهل الحيرة خرجوا يستقبلونه، فيهم عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة، وهاني بْن قبيصة، فقال خالد لعبد المسيح: من أثرك؟ قال: من ظهر أبي، قال: من أين خرجت؟ قال: من بطن أمي، قال: ويحك على أي شيء أنت؟ قال: على الأرض، قال: ويلك في أي شيء أنت؟ قال: في ثيابي، قَالَ: ويحك، تعقل؟ قال:

نعم وأقيد، قال: إنما أسألك، قال: وأنا أجيبك، قال: أسلم أنت أم حرب؟ قَالَ: بل سلم، قال: فما هذه الحصون التي أرى؟ قال: بنيناها للسفيه نحبسه حتى يجيء الحليم فينهاه [٨] ، قال خالد: إني/ أدعوكم إلى الإسلام، فإن أبيتم فالجزية، وإن أبيتم


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري.
[٣] بعدها في تاريخ الطبري: «وقد زعمت بنو عجل أنه كان خرج مع المثنى بن حارثة رجل منهم يقال له:
مذعور بن عدي، نازع المثنى بن حارثة، فتكاتبا إلى أبي بكر، فكتب أبو بكر إلى العجليّ يأمره بالمسير مع خالد إلى الشام، وأقر المثنى على حاله، فبلغ العجليّ مصر، فشرف بها وعظم شأنه، فداره اليوم بها معروفة» .
[٤] في الأصل: «الليس» .
[٥] في الأصل: «أهل الليس» . وما أوردناه من الطبري.
[٦] في أ: «خيول دادبه» ، وفي الأصل: «خيول بادبه» ، وما أوردناه من الطبري.
[٧] لفظ الجلالة ساقط من الأصول.
[٨] في الأصل: «حتى يجيء الحكيم» وما أوردناه من أ، والطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>