للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أهل البصرة إلى الكوفة، فتهيأ منها إلى صفين، واستشار الناس فأشار عليه قوم أن يبعث الجنود ويقيم، وأشار آخرون بالسير [بنفسه] [١] ، فأبى إلا المباشرة، فجهز الناس، فبلغ ذلك معاوية، فدعا عمرو بن العاص فاستشاره وقَالَ: يا أبا عَبْد اللَّهِ جهز الناس. فجاء عمرو فحض الناس، وضعف أمر علي، وقَالَ: إن أهل البصرة مخالفون لعلي، وقد تفانت صناديدهم وصناديد أهل الكوفة يوم الجمل، وإنما سار فِي شرذمة قليلة، فاللَّه الله فِي حقكم أن تضيعوه.

وكتب إلى أجناد الشام، وعقد لابنيه عَبْد اللَّهِ ومُحَمَّد لواء، ولواء لغلامه وردان، [وعقد علي لغلامه] قنبر [٢] . [ثم قَالَ عمرو:

هل يغنين وردان عني قنبرا ... وتغني السكون عني حميرا

إذا الكماة لبسوا السنورا] [٣] فبلغ ذلك عليا، فقَالَ:

لأصبحن العاصي ابن العاصي ... سبعين ألفا عاقدي النواصي

مجنبين الخيل بالقلاص ... مستحقبين حلق الدلاص

وجعل معاوية يتأنى فِي أمره ومسيره، وبعث علي رضي الله عنه زياد بن النضر الحارثي طليعة فِي ثمانية آلاف، وبعث معه شريح بن هانئ في أربعة آلاف، وخرج/ ٣٩/ أعليّ من النخيلة بمن معه، فلما دخل المدائن شخص معه من فيها من المقاتلة [٤] ، ولما عبر الفرات قدم زيادا وشريحا أمامه، فلقيهما أبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان فِي جند من أهل الشام، فأرسلا إلى علي يخبرانه، فبعث علي الأشتر إلى النضر وشريح وقَالَ: إذا قدمت [عليهم] [٥] فأنت [أمير] [٦] عليهم، وإياك أن تبدأ القوم بقتال إلا أن


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] ما بين المعقوفتين: من الطبري. وفي ت: «لواءين ولغلاميه وردان وقنبر» وفي الأصل: «لواء ولغلامية وردان وقنبر» .
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ت.
[٤] في الأصل: «شخص ببعض من معه فيها من المقاتلة» .
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٦] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>