للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى زيد بن حصن وعبد الله بن وهب ومن معهما من الناس. أما بعد، فإن هذين الرجلين الذين ارتضينا حكمين قد خالفا كتاب الله، واتبعا أهواءهما بغير هدى من الله، فلم يعملا بالسنة، ولم ينفذا للقرآن حكما، فبرئ الله منهما ورسوله والمؤمنون، فإذا بلغكم كتابي هذا فأقبلوا ٥٢/ ب فإنا/ سائرون إلى عدونا ونحن على الأمر الأول الذي كنا عليه [والسلام] [١] . فكتبوا إليه: أما بعد، فإنك لم تغضب لربك، وإنما غضبت لنفسك، فإن شهدت [على نفسك] [٢] بالكفر، واستقبلت التوبة، نظرنا فيما بيننا وبينك، وإلا فقد نابذناك على سواء إن الله لا يحب الخائنين.

فلما قرأ كتابهم أيس منهم.

ولقي الخوارج [٣] فِي طريقهم عَبْد اللَّهِ بن خباب، فقالوا: هل سمعت من أبيك حديثا يحدثه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تحدثناه؟ قَالَ: نعم، سمعته يُحَدِّثُ عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، قَالَ: فإن أدركت ذلك فكن عَبْد اللَّهِ المقتول. قالوا: أنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نعم، فقدموه على شفير النهر فضربوا عنقه، فسال دمه كأنه شراك نعل، ونقروا أم ولده عما فِي بطنها، وكانت حبلى، ونزلوا تحت نخل مواقر [٤] ، فسقطت رطبة، فأخذها أحدهم فقذف بها فِي فيه، فقَالَ أحدهم: بغير حلها وبغير ثمن، فلفظها من فيه. واخترط أحدهم سيفه فأخذ يهزه، فمر خنزير لأهل الذمة [٥] ، فضربه، فقالوا له: هذا فساد فِي الأرض، فلقي صاحب الخنزير فأرضاه من خنزيره.

وكان علي رضي الله عنه قد تجهز للخروج إلى قتال الشام، وندب الناس،


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٣] تاريخ الطبري ٥/ ٨١.
[٤] أو قرت النخلة: إذا كثر حملها، ونخل موقور، والجمع مواقر.
[٥] في الأصل: «لأهل المدينة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>