للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمعن فإنهم إذا بلغهم ذلك خرجوا فِي طلبنا فتقطعوا وتبددوا، فعلى ذلك الحال ينبغي لنا أن نقاتلهم، فأخرجوا بنا على اسم الله.

فخرجنا فمضينا على شاطئ دجلة حتى انتهينا إلى جرجرايا، فعبرنا دجلة، فمضينا كما نحن فِي أرض جوخى [١] حتى بلغنا المذار، فأقمنا.

وقَالَ عَبْد اللَّهِ بن الحارث [٢] : كنت فِي الذين خرجوا مع معقل حين خرج، وكان أول منزل نزلناه سورا.

[قَالَ] [٣] : فمكثنا به يوما حتى اجتمع إليه جل أصحابه، ثم خرجنا مسرعين مبادرين لعدونا أن يفوتنا [٤] ، ثم سرنا حتى دنونا من المدائن، فاستقبلنا الناس يخبروننا أنهم قد ارتحلوا، فشق ذلك علينا وأيقنا بالعناء [وطول الطلب] [٥] .

وجاء معقل حتى نزل على باب مدينة بهرسير، فخرج إليه سماك فسلم عليه، وبعث إليه ما يصلح الجند، فأقام ثلاثا. ثم جمع أصحابه وقَالَ: إن هؤلاء المارقة إنما خرجوا على وجوههم إرادة أن تتعجلوا فِي آثارهم [فتقطعوا] [٦] وتبددوا، وإنه ليس شيء يدخل عليكم من ذلك إلا وقد يدخل عليهم مثله، فخرج بنا من المدائن، فقدم بين يديه أبو الرواغ [٧] فِي ثلاثمائة فارس، واتبع أثره فلحقهم أبو الرواغ [٨] بالمذار مقيمين، فاستشار أصحابه فِي قتالهم قبل قدوم معقل عليه، فقَالَ: بعضهم: أقدم بنا، وقَالَ آخرون: حتى يأتينا أميرنا، فبات أصحاب أبي الرواغ يتحارسون، فخرج القوم عليهم وهم عدتهم هؤلاء ثلاثمائة، وهؤلاء ثلاثمائة، فلما اقتربوا شدوا على أصحاب أبي الرواغ، فانهزموا فصاح أبو الرواغ: يا فرسان السوء، قبحكم الله، الكرة الكرة، فحمل


[١] في الأصل: «أرض كوخى» .
[٢] الخبر في تاريخ الطبري ٥/ ١٩٤.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٤] في الأصل: «أن يفوتونا» .
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول أوردناها من الطبري.
[٦] ما بين المعقوفتين: بياض في الأصل، استدركناه، من أ، والطبري.
[٧] في الأصل: «أبا الوزاع» .
[٨] في الأصل: «أبا الوزاع» .، وكذا في باقي الرواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>