للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى/ محمد بن عبد الباقي بإسناده عن أيوب بن عباية، قال: خرج قيس بن ذريح إلى المدينة يبيع ناقة له، فاشتراها زوج لبنى وهو لا يعرفه، فقال له: انطلق معي اعطك الثمن، فمضى معه، فلما فتح الباب إذا لبنى قد استقبلت قيسا، فلما رآها ولى هاربا، وخرج الرجل في أثره بالثمن ليدفعه إليه، فقال له قيس: لا تركب لي مطيتين أبدا، فقال: وأنت قيس بن ذريح؟ قال: نعم، فقال له: هذه لبنى قد رأيتها قف حتى أخيرها فإن اختارتك طلقتها، وظن القرشي أن في قلبها له موضعا وأنها لا تفعل، قال له قيس: افعل. فدخل القرشي عليها فاختارت قيسا فطلقها، وأقام قيس ينتظر انقضاء العدة ليتزوجها فماتت في العدة.

وروى آخرون أن ابن أبي عتيق جاء إلى الحسن والحسين رضي الله عنهما وابن جعفر وجماعة من قريش، فقال: إن لي حاجة إلى رجل وأخشى أن يردني، وإني أستعين بجاهكم، فمضى بهم إلى زوج لبنى، فلما رآهم أعظم مصيرهم إليه، فقالوا:

جئنا لحاجة لابن أبي عتيق، فقال: هي مقضية ما كانت، قال ابن أبي عتيق: فهب لي ولهم زوجتك لبنى وتطلقها، قال: فأشهدكم أنها طالق ثلاثا، فاستحيا القوم وقالوا: والله ما عرفنا أن حاجته هذه، وعوضه الحَسَن رضي الله عنه عن ذلك مائة ألف درهم، وحملها ابن أبي عتيق إليه، فلما انقضت العدة سأل القوم أباها فزوجها منه، فلم تزل معه حتى ماتا.

وقال قيس يمدح ابن أبي عتيق:

جزى الرحمن أفضل ما يجازي ... على الإحسان خيرا من صديق

فقد جربت إخواني جميعا ... فما ألفيت كابن أبي عتيق

سعى في جمع شملي بعد صدع ... ورأي حدت فيه عن الطريق

وأطفأ لوعة كانت بقلبي ... أغصتني حرارتها بريقي

<<  <  ج: ص:  >  >>