للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندك، وأنا معطية الله عهدا إن أنا جالست بعد يومي هذا رجلا سواك حتى أذوق الموت إلا أن أكره على ذلك، فانصرف وهو أسر الناس، فأنشأ يقول:

أظن هواها تاركي بمضلة ... من الأرض [١] لا مال لدي ولا أهل

ولا أحد أفضي إليه وصيتي ... ولا صاحب إلا المطية والرحل

[محا حبها حب الألى كن قبلها ... وحلت مكانا لم يكن حل من قبل] [٢]

وقد روي لنا في بداية معرفتها قول آخر:

أخبرنا ابن نصر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد البخاري، قال: أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا ابن حيوية، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: قَالَ العمري، عن لقيط بن بكير المحاربي:

أن المجنون علق ليلى علاقة الصبي، وذلك أنهما كانا صغيرين يرعيان أغناما لقومهما، فتعلق كل واحد منهما صاحبه، إلا أن المجنون كان أكبر منها [فلم يزالا على ذلك حتى كبرا] [٣] ، فلما علم بأمرهما حجبت ليلى عنه فزال عقله، وفي ذلك يقول:

تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابة ... ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا ... إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْد الجبار، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم التنوخي، / قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن حيوية، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن خلف، قال: قال أبو عبيدة:

كان المجنون يجلس في نادية [٤] قومه وهم يتحدثون، فيقبل عليه بعض القوم فيحدثه وهو باهت ينظر إليه، وهو لا يفهم ما يحدثه به، ثم يثوب عقله فيسأل عن


[١] في الأصل: «من الأهل» ما أوردناه من ت، والأغاني.
[٢] هذا البيت ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٤] كذا في الأصول، وفي الأغاني ٢/ ٣٨: «نادي قومه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>