للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أهل العراق إني لأرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى:

هذا أوان الشد فاشتدي زيم ... قد لفها الليل بسواق حطم

ليس براعي إبل ولا غنم ... ولا بجزار على ظهر وضم

[وقال] :

قد لفها الليل بعصلبي ... وشمرت عن ساق سمري

أروع خراج من الدوي ... مهاجر ليس بأعرابي/

ما علتي وأنا شيخ رود ... والنفوس فيها وتر على عود [١]

مثل ذراع البكر أو أشد ... وتروى مثل حران العود [٢]

والله يا أهل العراق ما يغمز [٣] جانبي كتغماز التين، ولا يقعقع لي بالشنان ولقد فرزت [٤] عن ذكاء وفتشت عن تجربة، وأجريت من الغاية، وإن أمير المؤمنين نثر كنانته [٥] فعجم عيدانها عودا عودا، فوجدني أمرها عودا [٦] ، وأشدها مكسرا [٧] ، فوجهني إليكم، فرماكم بي.

يا أهل الكوفة، يا أهل الشقاق والنفاق، ومساوىء الأخلاق، فإنكم طالما أوضعتم في أودية الفتنة، اضطجعتم في منام الضلال، وسننتم سنن الغي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غريبة الإبل، إني والله لا أحلف إلا بررت، ولا أعد إلا وفيت، وإياي وهذه الزرافات والجماعات، وقال وما يقول، وكان وما يكون وما أنتم وذاك.

يا أهل العراق، إنما أنتم أهلي قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً [مِنْ كُلِّ ١٦: ١١٢


[١] في الأصل: «والقوس فيها وتر عود» . وما أوردناه من ت.
[٢] في ت: «حران العدد» .
[٣] في المسعودي والطبري: «ما أغمز» .
[٤] في الأصل: «ولقد فرغت» وما أوردناه من ت والمسعودي.
[٥] في الأصل: «نثل» وما أوردناه من ت، والطبري.
[٦] في المسعودي: «أمرها طعما» .
[٧] في الطبري: «أصلبها مكسرا» . وفي المسعودي: «أشدها مكسرا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>