للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رويت لنا هذه القصة بزيادة ونقصان.

أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، قَالَ:

أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الرحيم المازني، قال: حدثنا أَبُو علي الحسين بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: حدثنا عثمان بن مصعب الجندي [١] ، قال: حدثنا عبد الحميد بن سلمة، قال: حدثني أبي، عن مجالد عن عبد الملك/ بن عمير الليثي قال:

كتب روح بن زنباع الجذامي إلى أهل الكوفة، أن أمير المؤمنين لما أمضه اضطرابكم واشتد بلاؤكم، وكثر توثبكم على الولاة تحصبونهم وتقصرونهم [٢] ولا تنقادون جمع أهل بيته وأكابرهم ممن لهم البأس والنجدة والعز والعدد والظفر، فقال:

أيها الناس، إن العراق قد كدر ماؤها، واملولح عذبها، وعذب ملحها، وسطع لهبها، وبرق وميضها، وثار ضرامها واشتد شعابها، والتاث أفانينها، ودام بأسها، وعظم شررها، وكثر موقدها، فحرها ذكي وخطبها وبي، ومرعاها وخيم، قد صدرهم [٣] الكبار، ولا يقيم درهم الصغار، فمن ينتدب لهم منكم بسيف قاطع، وفرس راتع، وسنان لامع، وجنان غير خاضع، فيخمد نيرانها، ويبيد شبانها، ويقصم كهولها، ويقتل جهولها حتى يعيش فقيرها، وينتفع بماله غنيها، ويستقر الآئب، ويرجع الغائب، ويحيى الخراج، ويداوى الجراح، وتصفو البلاد، ويسلس القياد، فقد دعوت سلبها، وجهرت لظالمها، وليتكلم رجل يقيم أودهم بسيف أدلب، أو خرج. فسكت الناس، فقام الحجاج بن يوسف، فقال: أنا للعراق يا أمير المؤمنين، قال: ومن أنت؟ قال: [أنا الليث المنضام الهزبر [٤] المقصام] [٥] : أنا الحجاج بن يوسف، قال: اجلس فلست هناك. ثم أطرق مليا، وقال: من للعراق، فقد أطرقت الليوث، ولست أرى أسدا يقصد نحو فريسته، فسكت الناس، فقام الحجاج بن يوسف الثقفي فقال: أنا للعراق يا أمير


[١] في الأصل: «الحريري» . وما أوردناه من ت، وهو الصحيح.
[٢] في الأصل: «وتقصرون بهم» . وما أوردناه من ت.
[٣] في الأصل: «حذرهم» ، وما أوردناه من ت.
[٤] الهزبر: من أسماء الأسد.
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>