للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى فارغ [١] وحليل

فقالت: لا والذي ذهب بنفسه ما كلمني بسوء قط حتى فرق بيني وبينه الموت.

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك، ومحمد بن ناصر الحافظان، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار، قال: أخبرنا الحسين بن محمد النصيبي، قال: أخبرنا إسماعيل بن سويد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن الأنباري، قَالَ: حَدَّثَني أبي، قال: حدثني أحمد بن عبيد، قال: حدثني أبو الحسن المدائني [٢] ، عمن حدثه، عن مولى لعنبسة بن سعيد بن العاص، قال:

كنت أدخل مع عنبسة بن سعيد [بن العاص] [٣] إذا دخل على الحجاج، فدخل يوما ودخلت إليهما وليس عند الحجاج غير عنبسة، فقعدت، فجاء الحاجب فقال: امرأة بالباب، فقال الحجاج: ادخلها. فلما رآها الحجاج طأطأ برأسه حتى ظننت أن ذقنه قد أصابت الأرض، فجاءت حتى قعدت بين يديه فنظرت إليها فإذا امرأة قد أسنت، حسنة الخلق ومعها جاريتان لها، وإذا هي ليلى/ الأخيلية، فسألها الحجاج عن نسبها، فانتسب له، فقال لها: يا ليلى ما أتاني بك؟ فقالت: اختلاف النجوم، وقلة الغيوم، وكلب البرد، وشدة الجهد، وكنت لنا بعد الله عز وجل الرفد، فقال لها: صفي لنا الفجاج. فقالت:

الفجاج مغبرة، والأرض مقشعرة، والمبرك معتل، وذو العيال مختل، والهالك المقل، [٤] والناس مسنتون، رحمة الله يرجون، وأصابتنا سنون مجحفة لم تدع لنا هبعا [٥] ولا ربعا ولا عافطة ولا نافطة، أذهبت الأموال، وفرقت الرجال، وأهلكت العيال. ثم قالت: إني قد قلت في الأمير قولا، قال: هاتي، فأنشأت تقول:

أحجاج لا تفلل سلاحك إنما ... المنايا تكن [٦] باللَّه حيث يراها


[١] في الأصل: «صاحب» . وما أوردناه من ت، والأغاني.
[٢] في ت: «عن أبي الحسين المدائني» .
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٤] في ت مقل.
[٥] الهبع: الفصيل الّذي ينتج في الصيف، وقيل: هو الفصيل الّذي ينتج في الصيف.
[٦] في الأغاني: «بكف الله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>