للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقِيلَ لَهُ: يقيمه أَن تطيع الله ولا تعصيه، فدعا ناسا من خيار من [كَانَ] [١] فِي ملكه، فَقَالَ لَهُمْ: كونوا بحضرتي وَفِي مجلسي، فما رأيتم أَنَّهُ طاعة اللَّه فمروني أَن أعمل بِهِ، وَمَا رأيتم أَنَّهُ معصية اللَّه فازجروني عَنْهُ أنزجر [٢] ، ففعل ذَلِكَ هُوَ وَهُمْ، فاستقام ملكه أربعمائة سَنَة مطيعا للَّه.

ثُمَّ إِن إِبْلِيس انتبه لِذَلِكَ، فَقَالَ: تركت رجلا [٣] يعَبْد اللَّهِ ملكا أربعمائة [سَنَة] [٤] ، فجاء فدخل عَلَيْهِ وتمثل لَهُ برجل، ففزع منه الْمَلِك فَقَالَ: من أَنْتَ؟ فَقَالَ إِبْلِيس: لا ترع [٥] ، ولكن أَخْبَرَنِي من أَنْتَ؟ فَقَالَ الْمَلِك: أنا رجل من بَنِي آدَم، فَقَالَ لَهُ إِبْلِيس: لو كنت من بَنِي آدَم لَقَدْ مت كَمَا يموت بنو آدَم، ألم تركم قَدْ مَات من النَّاس وذهب [من] [٦] القرون، ولكنك إله، فادع النَّاس إِلَى عبادتك.

فدخل ذَلِكَ فِي قلبه، ثُمَّ صعد المنبر، فخطب النَّاس، فَقَالَ: يا أيها النَّاس إني [قَدْ كنت] [٧] أخفيت عليكم أمرا بان لي إظهاره لكم، أتعلمون أني ملكتكم أربعمائة سنة، فلو كنت من بَنِي آدَم لَقَدْ مت كَمَا مَاتُوا، ولكني إله فاعبدُونَي فأرعش مكانه، فأوحى اللَّه تَعَالَى إِلَى بَعْض من كَانَ مَعَهُ، فَقَالَ: أخبره أني [قَدِ] [٨] استقمت [لَهُ] [٩] مَا استقام لي، فارعوى [١٠] من طاعتي إِلَى معصيتي فلم يستقم لي، فبعزتي حلفت لأسلطن عَلَيْهِ نصر فليضربن عنقه، وليأخذن مَا فِي خزانته، وكان في ذَلِكَ الزمان لا يسخط اللَّه عَلَى أحد إلا سلط عليه نصر فضرب عنقه وأوقر من خزانته سبعين سفينة [ذهبا] [١١] .


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل وأوردناه من الهامش.
[٢] في الأصل: «أزدجر» . والتصحيح من الطبري.
[٣] في الأصل: «نترك رجلا» . والتصحيح من الهامش.
[٤] ما بين المعقوفتين: من الهامش.
[٥] في الأصل: «لن تراع» .
[٦] ما بين المعقوفتين: من الطبري.
[٧] ما بين المعقوفتين: من الطبري.
[٨] ما بين المعقوفتين: من الطبري.
[٩] ما بين المعقوفتين: من الطبري.
[١٠] في الطبري: «فإذا تحول» .
[١١] الخبر في تاريخ الطبري ١/ ١٧٧. وما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>