للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن راحلته فدفعها إليها. وذهب ليمضي، فدعتها إليه وضمنت له ألا تذكر لأحد ما جرى.

قال أبو معاوية: كان ذو الرمة حسن الصلاة، فقيل له: ما أحسن صلاتك، فقال:

إن العبد إذا قام بين يدي الله لحقيق أن يتخشع.

وقال عيسى بن عمر: كان ذو الرمة ينشد فإذا فرغ قال: والله لأسجنك بشيء ليس في حسابك، سبحان الله، والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر.

روى الأصمعي، عن أبي الوجيه، قال: كان آخر ما قال ذو الرمة من الشعر: [١]

يا رب قد أسرفت نفسي وقد علمت ... علما يقينا لقد أحصيت آثاري

يا مخرج الروح من جسمي إذا احتضرت ... وفارج الكرب زحزحني عن النار

وروى ابن دريد، عن أبي حاتم السجستاني، عَنْ أبي عبيدة معمر بْن المثنى، قَالَ: حدثني المنتجع بن نبهان، قال [٢] :

كنت مع ذي الرمة حين حضرته الوفاة، فلما أحس بالموت قال لي: يا منتجع إن مثلي لا يدفن في غموض من الأرض ولا في بطون الأودية، فإذا أنا مت فادفني برأس فريدادين، فلما مات جئنا بماء [وسدر وتوقلنا الرملة فحفرنا له حفرة] [٣] ودفناه فهناك قبره إذا ظعنت في الدهناء برأس فريدادين.

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْد الْجَبَّارِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، قال: أخبرنا أبو الحسن الزيني، قال: حدثنا ابن المرزبان، قال: حدّثني أحمد ابن زهير، قال: حدثني هرقل بن مسلم، قال: حدثني أبو هلال الأزدي، قال: حدثني عمارة قال: سمعت ذا الرمة لما حضرته الوفاة، [يقول: لقد مكثت مهيما بمي عشرين سنة في غير ريبة ولا فساد.


[١] «من الشعر» . ساقط من ت. والخبر في الأغاني ١٨/ ٤٩.
[٢] الخبر في الأغاني ١٨/ ٥١.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>