التي أخذت مني الكبش؟ قالت: وما تصنع بها، هذه دراهمك، قال: لا آخذ دراهمي إلا ممن دفعت إليه، وقال:
قضى كل ذي دين فوفى غريمه ... وعزة ممطول معنى غريمها
وفي رواية أنه أنشدهن:
نظرت إليها نظرة وهي عاتق ... على حين أن شبت وبان نهودها
نظرت إليها نظرة ما يسرني ... بها حمر أنعام البلاد وسودها
وكنت إذا ما جئت سعدا بأرضها ... أرى الأرض تطوى لي ويدنو بعيدها
من الخفرات البيض ود جليسها ... إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها
ثم أحبته عزة أشد من حبه إياها، ودخلت إليه يوما وهو يبري السهام فحدثته وهو يبري فبرى ذراعه وسال الدم وهو لا يعلم.
وقد حكي عنه أنه لم يكن بالصادق في محبته. وروينا أن عزة تنكرت له فتبعها وقال: يا سيدتي قفي أكلمك، قالت وهل تركت عزة فيك بقية لأحد، فقال: لو أن عزة أمة لي لوهبتها لك، قالت: فكيف بما قلت في عزة؟ قال: أقلبه لك، فسفرت عن وجهها وقالت: أغدرا يا فاسق، ومضت، فقال:
ألا ليتني قبل الذي قلت شيب لي ... من السم جدحات بماء الذرارح
فمت ولم تعلم علي خيانة ... وكم طالب للربح ليس برابح
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك، ومحمد بن ناصر، قالا: أَخْبَرَنَا المبارك بْن عَبْد الجبار، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو عمرو بْن حيوية، قَالَ:
حَدَّثَنَا أبو بكر بن الأنباري، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، عن الزبير بن بكار، قال:
كتب إلي إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: حدثني أبو المتيع قال:
خرج كثير يلتمس عزة ومعه شنينة فيها ماء فأخذه العطش فتناول الشنينة فإذا هي غطم ما فيها شيء من الماء [١] ، فرفعت له نار فأمها، فإذا بقربها مظلة بفنائها عجوز، فقالت له: من أنت؟ قال: أنا كثير، قالت: قد كنت أتمنى ملاقاتك فالحمد للَّه الذي
[١] في الأصل: «مليء من الماء» . وما أوردناه من ت.