للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرانيك، قال: وما الذي تلتمسينه عندي؟ قالت: ألست القائل:

إذا ما أتينا خلة كي تزيلها ... أبينا وقلنا الحاجبية أول

سنوليك عرفا إن أردت وصالنا ... ونحن لتلك الحاجبية أوصل

قال: بلى، قالت: أفلا قلت كما قال سيدك جميل:

يا رب عارضة علي وصالها [١] ... بالجد تخلطه بقول الهازل

فأجبتها في القول بعد تأمل ... حبي بثينة عن وصالك شاغلي

لو كان في قلبي كقدر قلامة ... فضلا وصلتك أو أتتك رسائلي

قال: دعي هذا واسقيني ماء، قالت: والله لا سقيتك شيئا، قال: ويحك إن العطش قد أضر بي، قالت ثكلت بثينة إن طعمت عندي قطرة ماء، فكان جهده أن ركضت راحلته ومضى يطلب الماء، فما بلغه حتى أضحى النهار وقد أجهده العطش.

قال أبو بكر بن الأنباري: وحدثني أبي، قال: حدثنا أبو عكرمة وأحمد بن عبيدة، قالا:

لما أتى يزيد بن عبد الملك بأسارى بني المهلب أمر بضرب أعناقهم، فكان كثير حاضرا، فقام وأنشأ يقول:

فعفو أمير المؤمنين وحسبة ... فما يحتسب من صالح لك يكتب

أساءوا فإن تغفر فإنك قادر ... وأفضل حلم حسبة حلم مغضب

فقال يزيد: يا كثير أطت بك الرحم قد وهبناهم لك، وأمر برفع القتل عنهم.

قال أبو بكر: أطت: حنت.

أخبرنا محمد بن ناصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بْن أحمد السراج، قَالَ: أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، قَالَ: أخبرنا علي بن عيسى الرماني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن دريد، قَالَ: أخبرنا عبد الأول بن مزيد، قال: أخبرني حماد بن إسحاق، عن أبيه، قال:


[١] في ت: «عارضة علينا وصالها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>