للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسرحهم إليه، ففعل، فسألهم هشام فأقروا بالجائزة، وأنكروا ما سوى ذلك، فسأل زيدا عن الأرض فأنكرها وحلفوا لهشام فصدقهم.

وفي رواية [١] : أن يزيد بن خالد القسري ادعى مالا قبل زيد بن علي ومحمد بن عمر وداود بن علي [في آخرين] [٢] فأنكروا.

وفي رواية [٣] أن خالدا القسري لما عذب ادعى أنه استودع هؤلاء مالا، فكتب فيهم يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك، فقال لهم هشام: فإنا باعثون بكم إليه يجمع بينكم وبينه، فقال له زيد بن علي: أنشدك الله والرحم أن تبعث بي إلى يوسف فإنّي أخاف أن يعتدي عليّ، قال: ليس ذلك له، ثم كتب إلى يوسف: أما بعد، فإذا قدم عليك فلان وفلان فاجمع بينهم وبين يزيد بن خالد، فإن هم أقروا بما ادعى عليهم فسرحهم إلي، وإن هم أنكروا فسله بينة، وإن لم يقم بينة فاستحلفهم بعد العصر باللَّه الذي لا إله إلا هو ما استودعكم يزيد وديعة ولا له قبلكم شيء، ثم خل سبيلهم، فلما قدموا سألهم عن المال فأنكروا جميعا وقالوا: لم يستودعنا مالا ولا له قبلنا حق، فقال له يوسف: هؤلاء الذين ادعيت عليهم ما ادعيت، فقال: ما لي قبلهم قليل ولا كثير، فقال له: أفبي تهزأ أم بأمير المؤمنين، فعذبه عذابا ظن أنه قتله، فاستحلفهم وخلى سبيلهم، فلحقوا بالمدينة.

وقيل لخالد: لم ادعيت عليهم؟ فقال: اشتد علي العذاب فرجوت مجيء فرج قبل وصولهم. وأقام زيد بن علي بالكوفة.

وقيل [٤] : إنما كانت الخشونة بين زيد وعبد الله بن حسن بن حسن، فقدم زيد على هشام لمخاصمه ابن عمه عبد الله، فقال له هشام: قد بلغني أنك تذكر الخلافة وتتمناها ولست هناك أنت ابن أمة، فقال: إن لك يا أمير المؤمنين جوابا، قال: فتكلم، قال: ليس أحد أولى باللَّه من نبي ابتعثه، وقد كان إسماعيل من خير الأنبياء، وكان ابن أمة.


[١] الخبر في تاريخ الطبري ٧/ ١٦٠.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٣] الخبر في تاريخ الطبري ٧/ ١٦٢.
[٤] تاريخ الطبري ٧/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>