للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنبأنا علي بن عبيد الله بن نصر، قال: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين ابْن أخي ميمي، قال: أخبرنا أبو مسلم بن مهدي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن قارن، قال: حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني [١] ، قال: حدثنا أصبغ بن الفرج، قال: سمعت ابن عيينة يحدث:

أن الوليد بن يزيد كان أمر بقبة من حديد أن تعمل وتركب على أركان الكعبة ويخرج لها أجنحة لتظلله [٢] إذا حج وطاف، فعملت ولم يبق إلا أن تركب، فقام الناس في ذلك- الفقهاء والعباد-، وغضبوا في ذلك [٣] وتكلموا وقالوا: لا يكون هكذا قط [٤] ، وكان من أشدهم في ذلك كلاما وقياما سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، وكتب إلى الوليد بذلك، فكتب: أن اتركوها، فقال سعد بن إبراهيم عند ذلك: ليس إلا هذا لاها الله حتى يصنع بها كما صنع بالعجل لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا، النار النار، فدعي بالنار حتى أحرقت.

أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أنبأنا علي بن أحمد بْن البسري، عن أبي عبد الله بْن بطة العكبري، قال: حدثني أبو صالح محمد بن أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: حدثنا الواقدي، قال: حدثنا موسى بن أبي بكر، عن صالح بن كيسان:

أن الوليد ولى سعد بن إبراهيم على قضاء المدينة، وأراد الوليد الحج، فاتخذ قبة من ساج ليجعلها حول الكعبة ليطوف هو ومن أحب من أهله ونسائه فيها، وكان فظا متجبرا، فأراد بزعمه أن يطوف فيها حول الكعبة، ويطوف الناس من وراء القبة، فحملها على الإبل من الشام، ووجه معها قائدا من قواد أهل الشام في ألف فارس، وأرسل معه مالا يقسمه في أهل المدينة، فقدم بها فنصبت في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففزع لذلك أهل المدينة ثم اجتمعوا فقالوا: إلى من نفزع في هذا الأمر، فقالوا: إلى سعد بن إبراهيم، فأتاه الناس فأخبروه الخبر، فأمرهم أن يضرموها بالنار [٥] ، فقالوا: لا


[١] في الأصل: «الفنسجاني» خطأ. وما أوردناه من ت وكتب الرجال.
[٢] في ت: «أجنحة لتظله» .
[٣] في ت: «وغضبوا له» .
[٤] في ت: «لا تكونوا هذا قط» .
[٥] في الأصل: «أن يضرموها بالنار» . وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>