للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينتزع السكة ويركب، ما يمس الدابة بيده. وكان عالما باللغة والشعر، فمن شعره.

قوله:

شاع شعري في سليمى وظهر ... ورواه كل بدو وحضر

فتهاداه العذارى بينها ... وتغنين به حتى اشتهر

قلت قولا في سليمى معجبا ... مثلما قال جميل وعمر

لو رأينا لسليمى أثرا ... لسجدنا ألف ألف للأثر

واتخذناها إماما مرتضى ... ولكانت حجنا والمعتمر

إنما بنت سعيد قمر ... هل خرجنا إن سجدنا للقمر

وسلمى هذه بنت سعيد بن خالد بن عثمان بن عفان، وكانت أخت امرأته، ولم يكن لجمالها نظير، وأحبها وطلق أختها حتى تزوجها في الخلافة، وله فيها أيضا:

إن القرابة والمودة ألفا ... بين الوليد وبين بنت سعيد

سلمى هواي ولست أذكر غيرها ... دون الطريف ودون كل تليد

ومن شعره:

أنا الوليد أبو العباس قد علمت ... عليا معد مدى [١] كري وإقدامي

إني لفي الذروة العليا إذا انتسبوا [٢] ... مقابل بين أخوالي وأعمامي [٣]

حللت من جوهر الأغراض قد علموا ... في باذخ مشمخر العز قمقام [٤]

وكان مقبلا على اللهو والشراب والأغاني حتى إنه أحضر معبدا المغني من المدينة، فحضر وهو على بركة مملوءة خمرا، فغناه فقذف نفسه في البركة فنهل منها ثم خرج فتلقي في الثياب والمجامر [٥] ، فأعطاه خمسة عشر ألف دينار، وقال: انصرف بها إلى أهلك واكتم ما رأيت.

[وقد روى أبو عبيدة المرزباني، قال: حدثنا أحمد بن كامل، قال: كان الوليد بن


[١] في الأصل: «بدى» . وما أوردناه من الأغاني.
[٢] في الأصل: «إذا نسبوا» .
[٣] في الأصل: «أخوال وأعمام» . وما أوردناه من الأغاني.
[٤] في الأصل: «في بادخ مسمر العز قمقام» .
[٥] في الأصل: «بالثياب» ، وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>