وائل، فلما قتل شيبان مر رجل من بكر بن وائل برسل أبي مسلم وهم في بيت، فأخرجهم وقتلهم [١] . ثم قتل أبو مسلم علي بن جديع.
وفي هذه السنة: قدم قحطبة بن شبيب على أبي مسلم خراسان منصرفا من عند إبراهيم بن محمد ومعه لواؤه الذي عقده له إبراهيم، فوجهه أبو مسلم حين قدم عليه على مقدمته، وضم إليه الجيوش، وجعل إليه العزل والاستعمال، وكتب إلى الجنود بالسمع والطاعة.
فوجه قحطبة إلى نيسابور للقاء نصر، وذلك أن شيبان الحروري لما قتل لحق أصحابه بنصر وهو بنيسابور، فبلغه فارتحل حتى نزل قومس وتفرق عنه أصحابه.
وفيها: قتل نباتة بن حنظلة عامل يزيد بن هبيرة على جرجان، وذلك أن يزيد بن عمر بن هبيرة بعث نباتة بن حنظلة إلى نصر، فأتى فارس وأصبهان ثم سار إلى الري وأتى إلى جرجان، فأرسل أبو مسلم إلى قحطبة، فلقيه فقتل نباتة وانهزم أهل الشام وقتل منهم عشرة آلاف.
وفيها: كانت الوقعة بقديد بين أبي حمزة الخارجي وأهل المدينة. وذلك أنه خرج فلقي قريشا بقديد، فأصاب منهم عددا كثيرا، ثم ورد فلال الناس المدينة، ثم دخل أبو حمزة المدينة، ومضى عبد الواحد بن سليمان والي المدينة إلى الشام فرقي أبو حمزة المنبر وقال: يا أهل المدينة، سألناكم عن ولاتكم فأسأتم القول فيهم، وسألناكم: هل يقتلون بالظن؟ فقلتم: نعم، سألناكم: هل يستحلون المال الحرام والفرج الحرام؟
فقلتم: نعم، فقلنا لكم: تعالوا نناشدهم إلا تنحوا عنا وعنكم، فقلتم: لا تفعلوا ذلك، فقلنا: تعالوا نقاتلهم فإن نظهر نأت بمن يقيم فينا وفيكم كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقلتم: لا نقوى، فقلنا لكم: فخلوا بيننا وبينهم، فإن نظفر نعدل في أحكامكم.
ونحملكم على سنة نبيكم صلى الله عليه وسلّم، ونقسم فيئكم بينكم فأبيتم، وقاتلتمونا دونهم، فقاتلناكم فأبعدكم الله وأسحقكم.
وسبب ذلك أن الخوارج لقوا رجال المدينة بقديد، فقالوا: دعونا نمضي على حكم القرآن، فدعوهم إلى حكم بني مروان، فقالوا لهم: ما لنا حاجة بقتالكم، فأبى أهل المدينة فالتقوا يوم الخميس لسبع خلون من صفر سنة ثلاثين، فقتل أهل المدينة