للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى لم يفلت منهم إلا الشريد، وقدمت الحرورية المدينة لسبع عشرة خلون من صفر، وأقاموا بها ثلاثة أشهر.

وكان أبو حمزة يقول على قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من زنى فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر، ومن سرق فهو كافر [١] .

وبعث مروان أربعة آلاف من عسكره ليقاتلهم [٢] ، واستعمل عليهم ابن عطية، فإن ظفر مضى إلى اليمن، فقاتل عبد الله بن يحيى بن زيد ومن تبعه. فلما التقى أبو حمزة وابن عطية بوادي القرى قال أبو حمزة: لا تقاتلوهم حتى تختبروهم [٣] ، فصاحوا: ما تقولون في القرآن؟ فصاح ابن عطية: نضعه في جوف الجوالق، قالوا: فما تقولون في اليتيم؟ قالوا: نأكل ماله ونفجر بأمه، فقاتلوهم. فلما جاء الليل قالوا:

ويحك يا ابن عطية إن الله قد جعل الليل سكنا، فاسكن نسكن، فأبى فقاتلهم حتى قتلهم وفر منهم قوم إلى المدينة، فقتلهم أهل المدينة.

وأقام ابن عطية بالمدينة شهرا، ثم مضى إلى عبد الله بن يحيى بصنعاء، فلما وصل التقيا، فقتل عبد الله وبعث برأسه إلى مروان، فكتب مروان إلى ابن عطية: أغذ السير لتحج بالناس، فأسرع وخلف عسكره وخيله، فلقيته خيل، فقالوا: أنتم لصوص، فأخرج ابن عطية كتابه وقال: هذا كتاب أمير المؤمنين وعهده علي الحج، وأنا ابن عطية، قالوا: هذا باطل لكنكم لصوص. فقتلوه وقتلوا أصحابه.

وفي هذه السنة: قتل قحطبة بن شبيب من أهل خراسان زهاء ثلاثين ألفا. وذلك أنهم أجمعوا بعد قتل نباتة على الخروج على قحطبة، فقتل منهم هذا المقدار.

وكتب أبو مسلم إلى قحطبة أن يتبع نصرا، فكتب نصر إلى ابن هبيرة يستمده فأبطأ عليه المدد.

وفي هذه السنة: غزا الوليد بن هشام الصائفة.

وفيها: وقع طاعون بالبصرة.


[١] الخبر في تاريخ الطبري ٧/ ٣٩٧.
[٢] تاريخ الطبري ٧/ ٣٩٨.
[٣] كذا في الأصول، وبعض نسخ الطبري المخطوط. وما أوردناه من الطبري المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>