للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكم، فجعل ناس يصيبون من ذلك المال، فأرسلوا إليه: إن الناس قد مالوا على هذا المال، ولا تأمنهم أن يذهبوا، فأرسل إلى ابنه عبد الله: أن سر في أصحابك فاقتل من أخذ من ذلك المال وامنعهم، فمال عبد الله برايته وأصحابه، فقال الناس: الهزيمة، فانهزموا. وذلك صبيحة [يوم] [١] السبت لإحدى عشرة خلت من جمادى الآخرة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن عيسى [بن] [٢] المقتدر، قال: أخبرنا أحمد بن منصور اليشكري، قال: قرئ على الصولي وأنا حاضر، قال: حدثنا الغلابي، قال: حدثنا عبد الله بن عائشة، قال:

لما استقام الأمر لأبي العباس السفاح خطب يوما فأحسن الخطبة، فلما نزل عن المنبر قام إليه السيد فأنشده:

دونكموها يا بني هاشم ... فجددت أمراءها الطامسا

دونكموها ما على كعب ... من أمسى عليكم ملكها نافسا

دونكموها فالبسوا تاجها ... لا تعدموا منكم لها لابسا

خلافة الله وسلطانه ... وعنصرا كان لكم دارسا

لو خير المنبر فرسانه [٣] ... ما اختار إلا منكم فارسا

والملك لو شوور في ساسة ... ما اختار إلا منكم سائسا

لم يبق عبد الله بالشام من ... آل أبي العاص أمرأ عاطسا

فقال له أبو العباس السفاح: سل حاجتك، قال: ترضى عن سليمان بن حبيب بن المهلب وتولية الأهواز، قال: قد فعلت، ثم أمر أن يكتب عهد سليمان على الأهواز، وتدفع إلى السيد [٤] ، فكتب ثم أخذه السيد وقدم على سليمان بالبصرة، فلما وقعت عليه عينه أنشده يقول:

أتيناك يا قرم أهل العراق ... بخير كتاب من القائم

أتيناك من عند خير الأنام ... وذاك ابن عم أبي القاسم


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٣] في الأصل: «سلطانه» . وما أوردناه من ت.
[٤] في ت: «وتدفع إليه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>