للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإفريقية أربعون ألفا، والباقون مَعَ عيسى بْن موسى. [والله لئن سلمت من هَذَا لا يفارق عسكري ثَلاثُونَ ألفا] [١] . ثُمَّ كتب [٢] إِلَى عيسى: إذا قرأت كتابي هَذَا فأقبل ودع مَا أنت فِيهِ. فلم يلبث أن قدم فبعثه على الناس، وكتب إِلَى سالم بْن قتيبة، فقدم عليه من الري، فضمه إِلَى جعفر بن سليمان، وكتب إلى المهدي يأمره بتوجيه خازم بْن خزيمة إِلَى الأهواز، فوجهه في أربعة آلاف من الجند، وبقي المنصور فِي أيام [حرب] [٣] مُحَمَّد وإبراهيم على مصلى ينام عليه، ويجلس عليه، وعليه جبة ملونة قَدِ اتسخ جيبها، ولم يلتفت إِلَى النساء، فقيل لَهُ في ذلك، فقال: ليست هَذِهِ الأيام من أيام النساء حَتَّى أعلم رأس إِبْرَاهِيم لي أم رأسي لإبراهيم، وكان قَدْ أعد دواب وإبلا، فإن كانت الكرة عليه خرج للري.

وَكَانَ قَدْ أحصى ديوان إِبْرَاهِيم من أَهْل البصرة مائة ألف، فالتقى عيسى وإبراهيم فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم أصحاب عيسى فاعترضهم نهر فرجعوا، فاقتتلوا قتالا شديدا إلى أن جاء سهم غائر، لا يدرون من رمى به، فوقع فِي حلق إِبْرَاهِيم فنحوه عن موضعه، وقال: أنزلوني. فأنزلوه وَهُوَ يَقُول: وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ٣٣: ٣٨ [٤] أردنا أمرا وأراد اللَّه غيره، فأنزل وَهُوَ مثخن، واجتمع عليه أصحابه يقاتلون دونه، فشدوا عليهم، فخلصوا إِلَيْهِ، فجزوا رأسه، فأتوا به عيسى، فسجد، وبعث به إِلَى أبي جَعْفَر، فقال:

والله لقد كنت لهذا كارها، ولكني ابتليت بك، وابتليت بي. فنصبه فِي السوق، وَكَانَ قتله يوم الاثنين لخمس بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين، وَكَانَ يوم قتل ابْن ثمان وأربعين سنة. ومكث منذ خرج إِلَى أن قتل ثلاثة أشهر إلا خمسة أيام [٥] .

وَفِيهَا: خرجت الترك فقتلوا من المسلمين جماعة كثيرة بأرمينية.

وَفِيهَا: حج بالناس [السري بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث، وَكَانَ عامل أبي جَعْفَر على مكة، وَكَانَ والي المدينة] [٦] عَبْد اللَّه بْن الربيع الحارثي. ووالي الكوفة وأرضها


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وأضفناه من ت.
[٢] في ت: «وكتب» .
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وأضفناه من ت.
[٤] سورة: الأحزاب، الآية: ٣٨.
[٥] انظر: تاريخ الطبري ٧/ ٦٤٦.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>