للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا: عمرت طرسوس عَلَى يدي أبي سليم، فخرج الخادم التركي ونزلها الناس [١] .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن ناصر الحافظ قال: أخبرنا المبارك بْن عَبْد الْجَبَّارِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الزَّيْنبيّ قَالَ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني أحمد بْن زهير قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن البربري قَالَ: حَدَّثَنِي أبي- وَكَانَ أول من سكن طرسوس حين بْناها أَبُو سليم، وَكَانَ شيخا قديما- قَالَ: كَانَ يغازينا [٢] من الشام ثلاثة أخوة فرسان شجعان، وكانوا لا يخالطون العسكر، وكانوا يسيرون وحدهم، وينزلون كذلك، فإذا رأوا العدو لم يقاتلوا مَا كفوا، فغزوا مرة، فلقيهم الطاغية في جمع كثير، فقاتلوا المسلمين فقتلوا وأسروا، فَقَالَ بعضهم لبعض: قَدْ ترون مَا نزل بالمسلمين، وقد وجب علينا أن نبذل أنفسنا ونقاتل فتقدموا، وقالوا لمن بقي من المسلمين: كونوا وراء ظهورنا وخلوا بيننا وبين القتال نكفيكم إن شاء الله تعالى. فقاتلوا فقهروا الروم، فَقَالَ ملك الروم لمن معه من البطارقة: من جاءني برجل من هؤلاء قدمته وبطرقته. فألقت الروم أنفسها عليهم فأخذوهم أسرى، لم يصب رجل منهم كلم، فَقَالَ ملك الروم: لا غنيمة ولا فتح أعظم من أخذ هؤلاء. فرحل بهم حَتَّى نزل بهم القسطنطينية، فعرض عليهم النصرانية وَقَالَ:

إني أجعل فيكم الملك وأزواجكم بْناتي. فأبوا عليه ونادوا: يا محمداه، فَقَالَ الملك: مَا يقولون؟ قالوا: يدعون نبيهم، فَقَالَ لهم: إن أنتم أجبتموني/ وإلا أغليت قدورا ثلاثة ١٤٨/ أفيها الزيت، حَتَّى إذا بلغت أناها ألقيت كل واحد منهم فِي قدر. فأبوا، فأمر بثلاث قدور فنصبت، ثُمَّ صب فِيهَا الزيت، ثُمَّ أمر أن يوقد تحتها ثلاثة أيام يعرضون في كل يوم عَلَى تلك القدور، ويدعوهم إِلَى النصرانية، وإلى أن يزوجهم بْناته، ويجعل الملك فيهم، فيأبون أن يجيبوه، وأقاموا عَلَى الإسلام، فنادى الأكبر، ودعاه إلى دينه فأبى، فناشده وَقَالَ: إني ملقيك فِي هَذِهِ القدر. فأبى فألقاه فِي قدر منها، فما هو إلا أن سقط فِيهَا، فارتفعت عظامه تلوح، ثُمَّ فعل بالثاني مثل ذلك، فلما [رأى] [٣] صبرهم على ما فعل


[١] «الناس» ساقطة من ت. انظر: تاريخ الطبري ٨/ ٢٣٤.
[٢] في ت: «قال: تفارينا» .
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>