للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما صلى الأمير العصر بعث إلى إسحاق بن الصباح الأشعثي وجماعة من وجوه الكوفة من أصدقاء شَرِيك. فَقَالَ: امضوا إليه وأبلغوه سلامي [١] ، وأعلموه أنه قد استخف بي وإني لست كالعامة، فمضوا وهو جالس في مسجده بعد العصر، فدخلوا عليه فأبلغوه الرسالة، فلما انقضى كلامهم قال [لهم:] [٢] ما لي لا أراكم جئتم في غيره من الناس فكلمتموني؟ من ها هنا من فتيان الحي؟ فليأخذ كل واحد منكم بيد رَجُل، فيذهب به إلى الحبس لا ينم والله إلّا فيه. قالوا: أجاد أنت؟ قَالَ: حقا حتى لا تعودوا برسالة ظالم.

فحبسهم فركب موسى بن عيسى فِي الليل إلى باب/ الحبس، فأطلقهم [٣] جميعا.

فلما كان من الغد وجلس شريك للقضاء، جاء السجان فأخبره فدعا بالقمطر فختمه، ووجه به إلى منزله، ثم قَالَ لغلامه ألحقني بثقلي إلى بغداد، فو الله ما طلبنا هذا الأمر منهم، ولكن أكرهونا عَلَيْهِ، ولقد ضمنوا لنا الإعزاز فيه إذ [قد] [٤] تقلدناه لهم، ومضى نحو قنطرة الكوفة إلى بغداد.

وبلغ موسى بن عيسى الخبر، فركب في موكبه فلحقه وجعل يناشده اللَّه ويقول:

يا أبا عَبْد اللَّه تثبت، انظر إخوانك تحبسهم دع أعواني. قَالَ: نعم لأنهم مشوا لك في أمر لم يجب عليهم المشي فيه، ولست ببارح أو يردوا جميعا إلى الحبس وإلا مضيت إلى أمير [٥] المؤمنين فاستعفيته مما قلدني. فأمر بردهم جميعا إلى الحبس، وهو والله [٦] واقف مكانه حتى جاءه السجان فقال لَهُ: قد رجعوا إلى الحبس. فَقَالَ لأعوانه: خذوا بلجامه، فردوه بين يدي إلى مجلس الحَكَم فمروا به بين يديه حتى أدخل المسجد وجلس مجلس القضاء، ثم قَالَ: علي بالجويرية المتظلمة [من هذا] [٧] فجاءت فَقَالَ:

هذا خصمك قد حضر، وهو جالس معها بين يديه، فقال: أولئك يخرجون من الحبس


[١] في ت: «السلام» .
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في ت، وتاريخ بغداد: «ففتح الباب وأخرجهم» .
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] في ت: «ألق أمير المؤمنين» .
[٦] «والله» ساقطة من ت.
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>