للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/

مقيم في قرى شاهي ثلاثا ... بلا زاد سوى كسر وماء

[١] أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا قال: حدثنا محمد بن مزيد [٢] الخزاعي قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْر قَالَ: حدثني عمي، عن عمر بن الهياج بن سَعِيد قال: أتته امرأة يوما- يعني شريكا- وهو في مجلس الحَكَم، فقالت: إنا باللَّه ثم بالقاضي، امرأة من ولد جرير بن عبد الله صاحب النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ. ورددت الكلام فَقَالَ: إيها عنك الآن من ظلمك؟

فقالت: الأمير موسى بن عيسى، كَانَ لي بستان على شاطئ الفرات، لي فيه نخل ورثته عن آبائي، فقاسمت أخوتي وبنيت بيني وبينهم حائطا، وجعلت فيه فارسيا في بيت يحفظ النخل، ويقوم ببستاني، فاشترى الأمير موسى بن عيسى من أخوتي جميعا، وساومني وأرغبني فلم أبعه، فلما كان في هذه الليلة بعث بخمسمائة فاعل فاقتلعوا الحائط، فأصبحت لا أعرف من نخلي شيئا، واختلط بنخل أخوتي، فَقَالَ: يا غلام طينه بختم، ثم قال لها: امضي إلى بابه [٣] حتى يحضر معك. فجاءت المرأة بالطينة فأخذها الحاجب ودخل بها إلى مُوسَى/ فَقَالَ: أعدى شريك عليك، فَقَالَ: ادع لي صاحب الشرط. فدعا بِهِ، فَقَالَ: امض إلى شَرِيك، فقل يا سبحان الله، ما رأيت أعجب من أمرك امرأة ادعت دعوى لم تصح أعديتها عليّ! قَالَ: يقول [٤] له صاحب الشرط، إن رأى الأمير أن يعفيني فليفعل، فَقَالَ: امض ويلك. فخرج فأمر غلمانه أن يتقدموا إلى الحبس بفراش وغيره من آلة الحبس، فلما جاء وقف بين يدي شَرِيك فأدى الرسالة؟

قَالَ: خذ بيده فضعه [٥] في الحبس. قال: قد عرفت والله إنك [٦] تفعل بي هذا، فقدمت ما يصلحني إلى الحبس، وبلغ مُوسَى بن عيسى الخبر، فوجه الحاجب إِلَيْهِ فَقَالَ: هذا رسول، أي شيء عَلَيْهِ؟ فلما وقف بين يديه وأدى الرسالة قال: ألحقه بصاحبه فحبس.


[١] تاريخ بغداد ٩/ ٢٨٥.
[٢] في ت: «بن يزيد» .
[٣] في الأصل: «بابك» .
[٤] في الأصل: «قال» .
[٥] في ت: «فوضعه» .
[٦] في ت: «قد والله عرفت بأنك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>