للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه، فجاء فتراءى لَهُ، فلما رأى الثوري قام إليه فعظمه وأكرمه، ثم قَالَ: يا أبا عبد اللَّه، هل من حاجة؟ قَالَ: نعم مسألة. قَالَ: أو ليس عندك من العلم ما يجزيك؟

قَالَ: أحببت أن أذاكرك/ بها. قَالَ: قل. قَالَ: ما تقول في امرأة جاءت فجلست على باب رَجُل، ففتح الرجل الباب واحتملها، ففجر بها [، لمن تحد منهما؟] [١] فقال لَهُ:

دونها لأنها مغصوبة. قَالَ: فإنه لما كان من الغد جاءت فتزينت [وتبخرت] [٢] وجلست على ذلك الباب، ففتح الرجل الباب فرأها فاحتملها ففجر بها، لمن تحد منهما؟ قَالَ:

أحدهما [٣] جميعا، لأنها جاءت من نفسها، وقد عرفت الخبر بالأمس. قَالَ: أنت كان عذرك [٤] حيث كان الشرط يحفظونك، اليوم أي عذر لك؟ قَالَ: يا أَبَا عبد الله، أكلمك. قَالَ: ما كَانَ الله ليراني [٥] أكلمك أو تتوب. قَالَ: فوثب فلم يكلمه حتى مات وكان إذا ذكره قَالَ: أي رجل كان لو لم يفسدوه [٦] .

أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا [أبو بكر بن ثابت] [٧] الخطيب قَالَ: أخبرنا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر قَالَ: أخبرنا أحمد بن إبْرَاهِيم قال: حدثنا البغوي قَالَ: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدّثنا سليمان بن شيخ قال: حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم قَالَ: كان شريك على قضاء الكوفة فخرج يلقى الخيزران، فبلغ شاهي [٨] وأبطأت الخيزران، فأقام ينتظرها ثلاثا ويبس خبزه، فجعل يبله بالماء ويأكله، فقال العلاء بن المنهال:

فإن كان الذي قد قلت حقا ... بأن قد أكرهوك على القضاء

فما لك موضعا في كل يوم ... تلقى من يحج من النساء


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في الأصل: «هما جميعا» .
[٤] في الأصل: «عذرك كان» .
[٥] في ت: «ليراني وأنا» .
[٦] تاريخ بغداد ٩/ ٢٨٦، ٢٨٧.
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٨] شاهي: موضع قرب القادسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>