للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ ١٢: ٨٩ [١] فقالوا: إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي ١٢: ٩٠ [٢] فقالوا:

لَقَدْ آثَرَكَ الله عَلَيْنا ١٢: ٩١ [٣] فَقَالَ: مَا فعل أَبِي؟ قَالُوا: عمي من الحزن، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا [فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ] ١٢: ٩٣ [٤] .

فلما فصلوا بالقميص قَالَ يعقوب: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ١٢: ٩٤ [٥] فكان بينهما مسيرة ثمانية أَيَّام.

قَالَ الْعُلَمَاء: واستأذنت الريح ربها أن تأتي ربيح القميص يعقوب قبل البشر، فأذن لَهَا.

فلما وصل وَهُوَ يهوذا، وَكَانَ قَدْ قَالَ: أنا ذهبت بالقميص ملطخا بالدم فأخبرته أَنَّهُ أكله الذئب وأنا أذهب اليوم بالقميص فأخبره أَنَّهُ حي فأفرحه كَمَا أحزنته، فألقاه عَلَى وجه يَعْقُوب فارتد بصيرا، فَقَالَ أولاده: يَا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ١٢: ٩٧ [٦] . قال سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ ١٢: ٩٨ [٧] . فأخر ذَلِكَ إِلَى ليلة الجمعة وقت السحر.

ثُمَّ دَخَلَ يعقوب وأولاده وأهله إِلَى مصر، فلما بلغوا خرج يُوسُف يتلقاه فِي ألوف كثيرة، فنظر يعقوب إِلَى الْخَيْل، فَقَالَ لابنه يهوذا وَهُوَ يتوكأ عَلَيْهِ: هَذَا فرعون [مصر] [٨] ، فقال: لا هذا ابنك يُوسُف. فلما التقيا قَالَ يعقوب: السَّلام عليك يا مذهب الأحزان، فلما دخلوا مصر رفع أبويه عَلَى العرش، وَهُوَ السرير.

والمراد بأبويه: أبوه وأمه، وقيل: بَل خالته وكانت أمه قَدْ ماتت. وخروا لَهُ- الوالدان والأخوة- سجدا. وكانت تحية الناس قديما.


[١] سورة: يوسف، الآية: ٨٩.
[٢] سورة: يوسف، الآية: ٩٠.
[٣] سورة: يوسف، الآية: ٩١.
[٤] سورة: يوسف، الآية: ٩٣.
[٥] سورة: يوسف، الآية: ٩٤.
[٦] سورة: يوسف، الآية: ٩٧.
[٧] سورة: يوسف، الآية: ٩٨.
[٨] ما بين المعقوفتين: من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>