للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلوي قَالَ: حدثنا أبو علي الغطريف [١] قَالَ: حدثنا أبو إسماعيل التِّرْمِذِيّ [٢] ، حدثنا نعيم بْن حمَّاد قَالَ: سمعت ابن المبارك يَقُولُ: ما رأيت رجلا ارتفع مثل مالك بن أنس من رجل ليس لَهُ كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة عند الله [٣] . / أخبرنا محمد بن عبد الباقي قَالَ: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا ابن حيوية قال:

أخبرنا أبو أيوب الجلاب، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر قَالَ: لما دعي مالك وسور وسمع منه شنف الناس له وحسدوه، فلما ولي جعفر بْن سُلَيْمَان المدينة سعوا به إِلَيْهِ، وقالوا: إنه لا يرى أيمان بيعتكم بشيء، وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت عن الأحنف، في طلاق المكره أنه لا يجوز، فغضب جعفر بن سُلَيْمَان [٤] ، فدعا بمالك، فاحتج عليه بما رقي إِلَيْهِ، ثم جرده ومده وضربه بالسياط، ومدت يده حتى انخلع كتفاه، وارتكب منه أمر عظيم، فو الله ما زال بمالك بعد ذلك من رفعة عند الناس، وكأنما [كانت] [٥] تلك السياط حليا حلي بها [٦] .

وكان يشهد الصلوات والجنائز والجمعة [٧] ، ويعود المرضى، ويجلس في المسجد، ويجتمع إليه أصحابه، ثم ترك الجلوس في المسجد، وكان يصلي ثم ينصرف وترك شهود الجنائز، وكان يأتي أهلها فيعزيهم، ثم ترك ذلك كله فلم يكن يشهد الصلوات في مسجد ولا الجمعة، ولا يأتي أحدا يعزيه، واحتمل الناس له ذلك، / ومات على ذَلِكَ وربما كلم في ذَلِكَ فيقول: ليس كل الناس يقدر يتكلم بعذره [٨] .


[١] في الأصل: «العطوف» .
[٢] في الأصل: «اليزيدي» .
[٣] «عند الله» ساقطة من ت.
[٤] «سليمان» ساقطة من ت.
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] في الأصل: «يحلى بها» .
[٧] في ت وابن سعد: «الجمعة والجنائز» .
[٨] طبقات ابن سعد ص ٤٤١- ٤٤٣ الجزء المتمم. ونقله ابن خلكان في وفيات الأعيان ٤/ ١٣٦. والذهبي في تذكرة الحفاظ ١/ ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>