للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالإسناد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيد، أَخْبَرَنَا جَرِير بْن حازم، قَالَ:

سمعت عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن عمير يَقُول: كَانَ لأيوب أخوان فأتياه ذَات يَوْم فوجدا لَهُ ريحا، فقالا: لو كَانَ اللَّه علم من أيوب خيرا مَا بلغ بِهِ كُل هَذَا، قَالَ: فَمَا سمع شَيْئًا كَانَ أشد عَلَيْهِ من ذَلِكَ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِن كنت تعلم أني لَمْ أبت ليلة شبعانا وأنا أعلم مكان جائع فصدقني. قَالَ: فصدق وهما يسمعان، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِن كنت تعلم أني لَمْ ألبس قميصا قط وأنا أعلم مكان عار فصدقني. قَالَ: فصدق وهما يسمعان، ثُمَّ قَالَ: ثُمَّ خر ساجدا ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ لا أرفع رأسي حَتَّى تكشف مَا بي، فكشف اللَّه مَا بِهِ. وَقَالَ يَزِيد مرة أُخْرَى: لو كَانَ لأيوب عِنْدَ اللَّه خير مَا بلغ بِهِ كُل هَذَا.

وَقَالَ وهب بْن منبه: كانت زوجته تختلف إِلَيْهِ بِمَا يصلحه، وَكَانَ قَدِ اتبعه ثلاثة نفر عَلَى دينه، فلما رأوا مَا نزل بِهِ من البلاء بعدوا عَنْهُ.

قَالَ الْحَسَن: مكث أيوب مطروحا عَلَى كناسة سبع سنين وأشهرا مَا يسأل اللَّه أَن يكشف مَا بِهِ وَمَا عَلَى وجه الأَرْض أكرم عَلَى اللَّه من أيوب.

وَرَوَى ابْن جريج عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن أيوب عَلَيْهِ السَّلام مكث فِي البلاء سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أَيَّام وسبع ساعات لَمْ يتضعضع وَلَمْ يسأل العافية، وَكَانَ يَقُول: يا رب إِن كَانَ هَذَا لَكَ رضى فشدد، وإن كَانَ من سخط فاغفر.

قرأت عَلَى ابْن ناصر، عَنْ سُلَيْمَان بْن إِبْرَاهِيمَ [الأصبهاني] [١] ، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الرقي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الخليل القومسي، حَدَّثَنَا هَارُون بْن معروف، حَدَّثَنَا ضمرة بْن ربيعة، عَنْ بشير بْن طَلْحَة، عَنْ خَالِد بْن الدريك قَالَ: لما ابتلي أيوب قَالَ لنفسه: قَدْ نعمت سبعين سَنَة فاصبري عَلَى البلاء سبعين سَنَة.

قال علماء السير: كان عمر أيوب ثلاثا وسبعين سَنَة. وَقَالَ قوم: ثلاثا وتسعين سَنَة. وقيل: بل عاش مائة وستا وأربعين، وأوصى عِنْدَ موته إِلَى ابنه حومل.


[١] ما بين المعقوفتين: مطموسة في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>