للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجسر الأوسط، وقطع جثته وصلب [١] كل قطعة على/ الجسر الأعلى والجسر الأوسط. ففعل السندي ذَلِكَ، وأمر بالنداء في جميع البرامكة أن لا أمان لمن أمنهم أو آواهم [٢] إلا محمد بن خالد وولده وأهله وحشمه، فإنه استثناهم لما ظهر من نصيحة محمد لَهُ، وعرف براءته مما دخل فيه غيره من البرامكة، وخلى سبيل يحيى قبل شخوصه مع العم، ووكل بالفضل، ومحمد، وموسى، وأبي المهدي صهرهم حفظة من قبل هرثمة بن أعين إلى أن وافى بهم الرقة، وأتى بأنس بن أبي شيخ صبيحة الليلة التي قتل فيها جعفر فأمر بقتله، وكان من أصحاب البرامكة، وكان قد رفع [إليه] [٣] عنه أنه على الزندقة [٤] .

وقيل ليحيى بن خَالِد أن الرشيد قد قتل ابنك، فَقَالَ: كذلك يقتل ابنه [٥] .

أنبأنا مُحَمَّد بْن أبي طاهر البزاز، أنبانا علي بن المحسن التنوخي، عن ابنه قال:

حدثني علي بن هشام، أخبرنا علي بن عيسى قَالَ: حدثنا أبي، حدثنا داود بن الْجَرَّاح قَالَ: قال لي الفضل بن مروان قَالَ: كنت أعمل في أبواب ضياع الرشيد الحساب، فنظمت في حساب السنة التي نكب فيها البرامكة، فوجدت ثمن هدية دفعتين من مال الرشيد أهداهما إلى جعفر بن يحيى بضعة عشر ألف دينار، وفيه بعد شهور من هذه الهدية قد بينا الحساب لثمن نفط وحب قطن ابتيع فأحرق به جثة جعفر بن يحيى بضعة عشر قيراطا ذهبا.

وقد ذكر [أبو بكر] [٦] الصولي: أن الرشيد كان يقول، لعن الله من أغراني بالبرامكة، ما رأيت رخاء بعدهم، ولا وجدت لذة راحة.

قال الصولي: / وحدثنا الغلابي، حدثنا العتبي قَالَ: قال لي الرشيد بعد قتل


[١] في الأصل: «ونصب» .
[٢] «لمن آمنهم أو آواهم» ساقطة من ت.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] تاريخ الطبري ٨/ ٢٩٦، ٢٩٧.
[٥] تاريخ الطبري ٨/ ٢٩٩.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>