للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْد لي فهو حر، وكل من لي عنده وديعة أو حق فهو في حل. ثم أتت رسل الرشيد تستحث مسرورا، فأخرجه إخراجا عنيفا، حتى أتى به المنزل الذي فيه الرشيد، فحبسه وقيده بقيد حمار، وأخبر الرشيد فَقَالَ: ائتني برأسه. فجاء إلى جعفر وأخبره، فقال: الله الله، والله ما أمرك بما أمرك به إلا وهو/ سكران، فدافع بأمري [حتى أصبح] [١] أؤامره في ثانية. فعاد ليؤامره، فَقَالَ: يا ماص بظر أمه ائتني برأس جعفر. فرجع إليه فأخبره فقال:

عاوده ثالثة. فأتاه فحذفه بعمود وقَالَ: نفيت من المهدي إن جئتني ولم تأتني برأسه لأرسلن إليك من يأتيني برأسك، فأتاه برأسه [٢] .

وكان قتله ليلة السبت أول ليلة من صفر سنة سبع وثمانين بأرض الأنبار، وهو ابن سبع وثلاثين سنة، ثم أمر بنصب رأسه على الجسر، وتقطيع بدنه، وصلب كل قطعة على جسر، فلم يزل كذلك حتى مر عليه الرشيد حين خروجه إلى خراسان، فَقَالَ:

ينبغي أن يحرق هذا. فأحرق.

قال علماء السير: وجه الرشيد في ليلة قتل جعفر من أحاط بيحيى بن خالد وجميع ولده ومواليه ومن [كان] [٣] منهم [٤] بسبيل، فلم يفلت منهم أحد كان حاضرا، وحول الفضل بن يحيى ليلا فحبس في ناحية من منازل الرشيد، وحبس يحيى بن خالد في منزله، وأخذ ما وجد لهم من مال وضياع ومتاع وغير ذَلِكَ، ومنع أهل العسكر من أن يخرج منهم خارج إلى مدينة السلام أو إلى غيرها، ووجه من ليلته رجاء الخادم إلى الرقة في قبض أموالهم، وما كان من رقيقهم ومواليهم وحشمهم، وفرق الكتب من ليلته في جميع الغلمان في نواحي البلدان والأعمال بقبض أموالهم وأخذ [٥] وكلائهم [٦] فلما أصبح كتب إلى السندي بتوجيه جثة [٧] جعفر إلى مدينة السلام، ونصب رأسه على


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، ت. وأثبتناه من الطبري ٨/ ٢٩٥.
[٢] تاريخ الطبري ٨/ ٢٩٤- ٢٩٥.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] في ت، والأصل: «منه» .
[٥] «وما كان من رقيقهم ومواليهم وحشمهم وفرق الكتب ليلته في جميع الغلمان في نواحي البلدان والأعمال بقبض أموالهم وأخذ وكلائهم» ساقط من ت.
[٦] في الأصل: «ودوابهم» .
[٧] في ت: «جيفة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>