للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن أنت جدت بها علي تكن لها [١] ... أهلا وإن تمنع فأعدل مانع

إن الذي قسم المكارم حازها ... في صلب آدم للإمام السابع

فقال المأمون: ما أقول إلا كما [٢] قال يوسف لإخوته [٣] لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ١٢: ٩٢ [٤] وقد عفوت عنك، فاستأنف الطاعة متجردا عن الظنة يصف عيشك. وأمر بإطلاقه، ورد ضيعته إليه فقال: / يشكره:

رددت مالي ولم تبخل علي به ... وقبل ردك مالي قد حقنت دمي

وأبت عنك وقد خولتني نعما ... هما الحياتان من موت ومن عدم

فلو بذلت دمي أبغي رضاك به ... والمال حتى أسل النعل من قدمي [٥] .

ما كان ذاك سوى عارية رجعت ... إليك لو لم تعرها كنت لم تلم

وقام علمك بي واحتج عندك لي ... مقام شاهد عدل غير متهم.

فقال المأمون: إن من الكلام كلاما كالدر، وهذا منه، وأمر له بخلعة، وقال: إن أبا إسحاق وأبا العباس أشارا علي بقتلك. فقال إبْرَاهِيم: ما قلت لهما يا أمير المؤمنين؟

قَالَ: قُلْتُ إن قرابته قريبة ورحمه ماسة، وقد ابتدأناه بأمر ينبغي أن نستنه، فإن نكث فاللَّه مغير ما به، فقال إبراهيم: أما أن يكونا نصحاك فقد لعمر الله فعلا، ولكن أبيت إلا ما أنت أهله، فدفعت ما خفت بما رجوت فقال المأمون: مات حقدي بحياة عدوك وقد عفوت عنك، وأعظم من عفوي أنني لم أجرعك مرارة الشافعين.

أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي قَالَ: أنبأنا أبو القاسم [٦] على/ بن المحسن، عن أَبِيهِ قال: أخبرني أبو الفرج الأصفهاني، حدثنا علي بن سليمان الأخفش حدثني محمد بن يزيد المبرد، حَدَّثَنَا الفضل بن مروان قَالَ. لما دخل إبراهيم بن المهدي على


[١] في ت: «من لها» .
[٢] في ت: «أقول ما قال يوسف» .
[٣] «لأخوته» ساقط من ت.
[٤] سورة يوسف الآية: ٩٢.
[٥] هذا البيت ساقط من ت.
[٦] «أبو القاسم» ساقطة من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>