للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إليّ] جوابا. فقلت: أنا [معها] [١] والله كما قال الشاعر:

فو الله يا سلمى لقد طال موقفي [٢] ... على غير شيء يا سليمى أراقبه

فضحك الرشيد حتى استلقى. وقَالَ: ويحك يا عبد الملك، ابن ست وتسعين سنة يعشق؟ قُلْتُ: قد كان هذا يا أمير المؤمنين، فَقَالَ: يا عباسي، أعط عبد الملك مائة ألف درهم ورده إلى مدينة السلام، فانصرفت، فإذا خادم يحمل شيئا ومعه جارية تحمل شيئا [٣] فقال: أنا رسول بنتك- يعني الجارية التي وصفتها- وهذه جاريتها [٤] ، وهي تقرأ عليك السلام وتقول لك [٥] : إن أمير المؤمنين أمر لي بمال وثياب [٦] وهذا نصيبك منهما. فإذا المال ألف دينار، وهي تقول: لن نخليك من المواصلة بالبر، فلم تزل تتعهدني بالبر الواسع حتى كانت فتنة محمد، فانقطعت أخبارها عني. وأمر لي الفضل ابن الربيع من ماله بعشرة آلاف درهم [٧] .

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال:

أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين المازني قَالَ: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قَالَ:

قال الأصمعي: دخلت عَلَى جعفر بن يحيى بن خالد يوما فقال لي: يا أصمعي، هل لك من زَوْجَة؟ قلت: لا، قَالَ: فجارية؟ قلت: جارية للمهنة. قَالَ: هل لك أن أهبك جارية نظيفة، قُلْتُ: إني لمحتاج إلى جارية [٨] فأمر بإخراج جارية في غاية الحسن والجمال والظرف، فقال لها: قد وهبتك لهذا، وقال: يا أصمعي خذها، فشكرته، فبكت الجارية، وقالت: يا سيدي، / تدفعني إلى هذا الشيخ مع ما أرى من سماجته


[١] ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ بغداد.
[٢] في ت، تاريخ بغداد: «اقامتي» .
[٣] «ومعه جارية تحمل شيئا» ساقطة من ت.
[٤] في ت: «جائزتها» .
[٥] «لك» ساقطة من ت.
[٦] «وثياب و» ساقطة من ت.
[٧] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ١٠/ ٤١٠- ٤١٣.
[٨] في ت: «إلى ذلك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>